ورقة بحثية.. الضربات الإسرائيلية ضد إيران تمثل تهديدًا ورسالة لحركة حماس

Fire dahye strike

كتبَ مركز رصد للدراسات الاستراتيجية والسياسية – يشكل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران تهديدًا متزايدًا للاستقرار الإقليمي، لا سيما مع تكثيف الضربات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية، في إشارة واضحة إلى نية إسرائيل الحد من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.

أشار مركز “رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية” في لندن، في ورقة تقدير موقف أصدرها اليوم السبت، إلى أن هذا الصراع المتجدد لا ينعكس فقط على العلاقات المباشرة بين إسرائيل وإيران، وإنما يمتد ليؤثر على مجموعات مسلحة أخرى في المنطقة، مثل حركة حماس، التي تتلقى دعمًا واسعًا من إيران.

وتتناول الورقة تداعيات ما يجري داخل حركة حماس بعد مقتل زعيمها يحيى السنوار في غزة، حيث أكدت أن هذه الخسارة، التي هزت صفوف الحركة، وضعت قادتها أمام أسئلة مصيرية، وأعادت رسم ملامح مستقبلهم في خضم هذا الصراع المتزايد.

وتعتبر الورقة أن مقتل السنوار لا يمثل خسارة فردية فحسب، بل هو رسالة واضحة من إسرائيل لكل من يشارك في النزاعات.

تواجه قيادة حماس اليوم خيارًا صعبًا؛ فإما أن تواصل المواجهة العنيفة ضد إسرائيل، مع احتمال التعرض لمصير مشابه، أو أن تراجع استراتيجياتها بعناية، في محاولة للحفاظ على مواقعها عبر اتباع أسلوب أكثر حذرًا. وتضيف الورقة أن حماس، في ظل هذا الوضع، عليها أن تعيد التفكير في مدى قدرتها على مواجهة قوة عسكرية متفوقة كإسرائيل، لا سيما مع تزايد الضغوط التي لا تستهدف الأفراد فقط، بل تهدف إلى تقويض البنية التنظيمية للحركة بأكملها.

وتشير الورقة إلى أن الضغوط الإقليمية والإسرائيلية المتزايدة على حماس وحلفائها تجعل خياراتهم محدودة وصعبة، حيث أن المناورة في هذا المناخ السياسي المشحون ليست سهلة. فالتبعات المحتملة لأي قرار خاطئ قد تؤدي إلى انهيار وجود الحركة التنظيمي، مما يتطلب من قيادتها توخي الحذر في وضع استراتيجياتها المستقبلية. وتهدف إسرائيل من وراء هذا التصعيد إلى زعزعة الثقة الداخلية في صفوف الحركات المسلحة وإشعارها بالخطر المحدق.

ومع تزايد الضربات التي تستهدف إيران وحلفاءها، تصبح مسألة التحالفات مع طهران محل نقاش حاد في أوساط قيادات حماس.

وفي ظل هذه التحديات، ترى الورقة أن الضربات الإسرائيلية ضد إيران تفتح آفاقًا جديدة للصراع، وتزيد من تعقيد الحسابات الإقليمية للحركات المسلحة. فاستهداف مواقع إيرانية لا يشكل تهديدًا للمصالح الإيرانية فحسب، بل يضع ضغوطًا على حلفائها في المنطقة لإعادة النظر في مواقفهم وتحالفاتهم. وتسعى إسرائيل بذلك إلى تفتيت التحالفات التقليدية وعزل كل طرف من حلفاء إيران على حدة، مما قد يؤدي إلى إضعاف قدرتهم على دعم حماس والفصائل الأخرى.

وأمام هذه الضغوط، قد تجد حماس نفسها مضطرة لاعتماد تكتيكات أكثر مرونة وتجنب المواجهات المباشرة التي تعرض قياداتها وأفرادها للخطر. وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن النهج الأكثر أمانًا هو محاولة الحفاظ على الوجود التنظيمي بعيدًا عن الاستهداف المباشر، مع الاستمرار في تقديم الدعم لحلفائها بشكل أقل استهدافًا.

واختتمت الورقة بالإشارة إلى أن الضربات الإسرائيلية المتزايدة على إيران تشكل جرس إنذار لحماس وغيرها من التنظيمات المتحالفة معها، منبهة إلى ضرورة التفكير الاستراتيجي وتوخي الحذر، خاصة في ظل تصاعد القلق الإقليمي والدولي حول التدخلات الإيرانية.

ومع استمرار توتر الأوضاع، فإن خيارات حماس تظل محدودة، حيث يتعين عليها الموازنة بين ضرورة الاستمرار وبين الابتعاد عن المواجهات التي قد تؤدي إلى مصير مشابه لما واجهه قادتها السابقون مثل السنوار.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: