مركز رصد للدراسات الاستراتيجية
في ذروة ما يجري حالياً هناك نقطة دقيقة تتعلق بعلاقة حركة حماس في غزة بالمرأة أو النساء عموماً، هذه القضية باتت واضحة عقب اعتراض عدد من المسلَّحين سيارة كانت تستقلّها إسلام حجازي، مديرة برنامج غزة بمنظمة “شفاء فلسطين” في منطقة خان يونس بجنوب القطاع وأطلقوا عليها قرابة 90 إصابة أدت إلى استشهادها.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن أشار في ورقة تقدير موقف له الى أن الدوائر الغربية وجهت سهام الاتهام إلى حركة حماس بسبب خلاف حصل بين المغدورة الشهيدة من جهة وبين بعض من عناصر الحركة بسبب رغبتهم في الاستيلاء على بعض من أموال التبرعات التي حصلت عليها الجمعية، ولم ترض حجازي بتسليم عناصر حماس هذا التبرع، الأمر الذي أدى إلى اشتعال الموقف وموتها بعد ذلك.
وقالت الورقة إن هذه القضية فتحت الباب أمام تعامل عناصر حركة حماس مع السيدات الفلسطينيات، والأهم من هذا المصاعب التي تعيشها الفلسطينيات في عموم الوطن في ظل التشدد والمغالاة عموماً.
وتشير الورقة البحثية إلى أنه وفي البداية من المفترض القول بأن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع محافظ، شديد الاحترام للدين والعادات والتقاليد، وحتى في الغربة فإن الكثير من الفلسطينيين يلتزمون بالعادات والتقاليد الفلسطينية التي تنسجم وتحترم الدين، إلا إن حادثة الشهيدة إسلام حجازي كشفت عن الكثير من النقاط الساخنة في هذه القضية.
وترصد الورقة للكثير من منصات التواصل الاجتماعي سواء الفلسطينية في غزة أو الضفة الغربية، بات من الواضح القول بأن هناك تخوفاً نسوياً فلسطينياً من حركة حماس، وهو التخوف الذي يمتد حالياً للكثير من النساء.
وتصل الورقة في الجزء الثاني لها دقة هذه القضية، لتقول إن هناك الكثير من الفلسطينيات المؤيدات لحركة حماس بل ويقومون بالكثير من المهام الإنسانية والعسكرية التابعة للحركة، إلا أن ما يجري حالياً يجب الالتفات إليه، خاصة وأن تصاعد الخوف من الحركة بين الفلسطينيات بات واضحاً للكثيرين الآن.
وأشارت الورقة إلى أن البعض من الدعاة الإسلاميين وتحديداً في قطاع غزة من المقربين لحركة حماس أو الجهاد كان لهم بعض من المواقف السلبية تجاه المرأة، وهو أمر تحدثت عنه الكثير من الأقلام والكتابات الفلسطينية .
ولكن ومع هذه الدعوات هناك أيضاً وفي نفس الوقت وقفات متميزة حاولت كلاً من حماس أو الجهاد الإسلامي القيام بها، منها محاولة الارتقاء بأوضاع المرأة ومحاولة حلها، خاصة في ظل الكثير من التحديات التي تواجهها، إلا أن هذا الملف ظل مفتوحاً منذ قضية اسلام حجازي حتى الآن.
وتنتهي الورقة بالقول إنه بات واضحاً إن علاقة حركة حماس عموماً بالمرأة الفلسطينية وتحديداً في ما يتعلق بملف تمتعها بالحرية بات معقداً ومتشابكاً بين الأيديولوجيا المحافظة والمشاركة في النضال الوطني، ومن المفترض القول إن هناك محاولات لتمكين المرأة في إطار هذه القيود، لكن هناك أيضًا انتقادات واسعة من بعض الجهات حول مدى تأثير هذه السياسات على حقوق وحريات المرأة.