مركز رصد للدراسات الاستراتيجية
بعد ٧ تشرين الاول، وعقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس كان واضحاً تداول الكثير من الدوائر الإعلامية الغربية صوراً دقيقة نسبتها للحركة ومعها أعلام تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وهي الصور التي زعمت بعض من الدوائر أنه قد تم العثور عليها في العديد من المواقع التي استهدفتها المقاومة بداية من كيبوتز بيري وغيره من المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في العديد من مناطق غلاف غزة.
وتشير ورقة بحثية وضعها مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن إلى دقة هذه النقطة خاصة وتأتي تزامناً مع بعض من الشواهد ومنها: انضمام عدد من الفلسطينيين من أبناء القطاع للتنظيمات المسلحة الإسلامية في سيناء، فضلاً عن تمجيد تنظيم داعش الإرهابي لأي عملية تقوم بها المقاومة في العمق الإسرائيلي.
ورصدت الورقة بعض من الصور والفيديو لمجموعات اسلامية في مخيم جنين ترتدي عصابات داعش على الرأس، فضلاً عن حديث بعض من قيادات المقاومة عن التعاطف أو ما يمكن القول بأنه تقدير لسياسات تنظيم داعش وما يقوم به في العالم، في ظل الجنون الامبريالي الذي يجتاح العالم والحرب المتواصلة والدائمة على الشعب الفلسطيني تحديداً في الكثير من بقاع العالم .
ورصدت الورقة بعض من الأصوات الفلسطينية التي حذرت صراحة من إمكانية نقل الفكر الداعشي للضفة الغربية، في ظل تواصل العمليات في مخيم جنين وطولكرم ونور شمس، أو غيرها من المخيمات التي تنتشر في الضفة الغربية.
في الوقت نفسه، وتزامناً مع كل هذا خرج العديد من سكان هذه المخيمات في الضفة الغربية يخشون انتشار داعش في منطقتهم كما حدث في الماضي في حلب السورية أو الموصل العراقية، ونبهت هذه الأصوات إلى بعض من الحقائق ومنها إن ايديولوجية داعش لا تشمل الدولة الفلسطينية المستقبلية، ولكنها فقط تشمل الخلافة الاسلامية.
وأوضحت هذه الأوساط، وفقاً لتحليل الورقة البحثية، أن داعش ليست فلسطينية ولا تمثلها، وبالتالي لا يجوز الاعتماد عليها.
غير أن هناك بعض من الحقائق الاستراتيجية في هذا الصدد ومنها: أن السلطة الفلسطينية تعلم تماماً استغلال بعض من التنظيمات الخارجية العالمية للمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية برمتها .
وتؤمن السلطة أيضاً أن القضية الفلسطينية كانت على مدار عقود مركز لاستغلال الكثير من الأنظمة لها، خاصة بعض من الدول في الشرق الأوسط، الأمر الذي يفرض على السلطة أو المؤسسات الرسمية عموماً ضرورة القيام بعدد من الخطوات الاستراتيجية لحماية اندفاع الشباب الفلسطيني نحو هذه الجماعات، خاصة وأن :
1- الكثير من الشباب الفلسطيني من الثوار الآن ولدوا بعد اتفاقية أوسلو
2- كثير من الدراسات الدولية حذرت من نقمة أو غضب الشباب الفلسطيني من هذه الاتفاقية في ظل ثورته وغيرته الوطنية
3- استغلال الكثير من الجماعات الفلسطينية المعارضة للسلطة الفلسطينية عموماً، وحركة فتح خصوصاً لهذه الاتفاقية لتحاول كسب الكثير من النقاط على الأرض .
غير أن اللافت وفي ذروة الحديث عن غضب البعض من الفصائل الفلسطينية من هذه الاتفاقية ان بعضها حاول استغلال الثمار السياسية المحدودة لها لكسب أي أرضية سياسية على أرض الواقع، ولعل مشاركة حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية عام ٢٠٠٦ هي أكبر دليل على هذا الاستغلال، خاصة وأن هذه الانتخابات أقيمت وتم تنظيمها وفقاً للمنصوص عليه في اتفاقية أوسلو، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية عموماً.
في النهاية بات واضحاً أن الغزو الأيدولوجيا الداعشي او المتطرف عموماً يستغل طموح الشعب الفلسطيني وشبابه الثائر من أجل الحرية لحصد أي مكاسب سياسية بزي قدر، وهو ما يزيد من دقة المعطيات السياسية في المرحلة الحالية والمقبلة.