ورقة تقدير: مقارنة بين سجن "الكتيبة" في غزة وسجن صيدنايا السوري

hamas fighters

كتب مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية: في الأيام الأخيرة، تصاعدت النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي حول الظروف القاسية والانتهاكات المزعومة في سجن "الكتيبة" الذي تديره حركة حماس في غزة. هذه النقاشات قادت إلى مقارنة واسعة بين هذا السجن ومعتقل صيدنايا في سوريا، الذي يُعرف دوليًا بكونه رمزًا للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تحت حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقد شملت هذه النقاشات أكثر من 650 منشورًا على مختلف المنصات، حملت تحليلات سياسية واجتماعية حول أوجه الشبه بين النظامين.

الإطار العام للمقارنة

يأتي السياق العام للمقارنة بين حماس والأسد في ظل ثلاث نقاط رئيسية:

1. القمع الداخلي والانفصال عن الشعب:

يرى النشطاء أن أي نظام سياسي يُدار بعيدًا عن تطلعات الشعب ورغباته، ويتبنى القمع كوسيلة للحكم، يواجه مصيرًا يشبه مصير نظام الأسد.

2. غياب الشرعية الديمقراطية:

تُتهم حماس بأنها انقلبت على الشرعية الفلسطينية بعد انتخابات 2006، مما يُشابه مسار الأسد، الذي واجه مطالب شعبية بالإصلاح في 2011 لكنه رد بالقمع الوحشي.

3. رمزية السجون كأداة للقمع:

يُنظر إلى سجن "الكتيبة" ومعتقل صيدنايا على أنهما رمزان صارخان لانتهاك حقوق الإنسان، حيث يتم استخدام السجون كأداة لإسكات المعارضة وإدارة الصراعات السياسية.

الأسباب الرئيسية وراء إثارة المقارنة

1. التشابه في القمع الداخلي

يشير النشطاء إلى أن حماس، التي بدأت كحركة مقاومة، انتهجت سياسات قمعية ضد الأصوات المعارضة داخل قطاع غزة، بما في ذلك اعتقالات تعسفية وتعذيب، وهو ما تُمارسه الأنظمة الدكتاتورية مثل نظام الأسد. يرى العديد أن القاسم المشترك بين الطرفين هو التعامل مع المواطن على أنه تهديد محتمل بدلًا من كونه شريكًا في الحكم.

2. السجون كرمز للسلطة القمعية

وُصف سجن "الكتيبة" على منصات التواصل بأنه "صيدنايا غزة"، حيث يتم استخدامه لقمع النشطاء السياسيين والمواطنين الذين يعارضون حكم حماس. تكررت شهادات تشير إلى استخدام التعذيب والحرمان من الحقوق الأساسية داخل السجن، مما دفع البعض للمقارنة مع صيدنايا، الذي وثقت منظمات حقوقية كبرى ممارسات وحشية داخله، بما في ذلك الإعدامات الجماعية.

3. انعدام الأفق السياسي

كما يُجمع المعلقون على أن كلا النظامين، الأسد وحماس، يُظهران عجزًا سياسيًا عن تقديم حلول للأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مما يدفعهما لتعزيز أدوات القمع للحفاظ على السلطة.

أبعاد المقارنة على وسائل التواصل الاجتماعي

الإحصائيات والتحليل:

• تفاعل أكثر من 650 منشورًا على منصات مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام مع هذه المقارنة.

• تضمّنت المنشورات صورًا وبيانات توضيحية، أبرزها اقتباسات من معتقلين سابقين أو شهادات مسربة.

• استندت النقاشات إلى تقارير حقوقية حول ممارسات حماس في غزة وممارسات النظام السوري في صيدنايا.

المحاور الرئيسية للنقاشات:

1. تشابه السلوكيات القمعية:

أبرز النشطاء أن الأنظمة التي تستخدم السجون كأداة للسيطرة تتبع نهجًا متشابهًا بغض النظر عن أيديولوجياتها.

2. فقدان الشرعية الشعبية:

أكدت المنشورات أن الانقلاب على الشرعية يؤدي غالبًا إلى عزلة داخلية، مما يفاقم القمع كوسيلة لإبقاء الحكم.

3. رمزية السجون في سردية الثورة والقمع:

تمثل السجون مثل "صيدنايا" و"الكتيبة" نقطة محورية في صراع الأنظمة مع شعوبها، حيث تعكس مدى الانفصال بين السلطة والمواطن.

استنتاجات وتوصيات

1. استنتاجات:

• المقارنة بين حماس والأسد ليست محض مصادفة، بل هي انعكاس لتشابه في الديناميكيات السياسية لكلا الطرفين.

• يرى النشطاء أن أي نظام يتجاهل إرادة الشعب ويتعامل مع السلطة كأداة للسيطرة وليس كوسيلة لخدمة المواطنين يواجه مصيرًا مظلمًا.

2. توصيات:

• لحماس: مراجعة سياساتها الداخلية وإعادة بناء شرعيتها عبر الحوار الوطني الشامل، والابتعاد عن القمع كوسيلة للحكم.

• للمجتمع الدولي: زيادة الضغط على الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان، سواء في سوريا أو غزة، والعمل على تعزيز دور المنظمات الحقوقية في توثيق هذه الانتهاكات.

• للشعب الفلسطيني: تعزيز الوعي بأهمية الشرعية الشعبية والعمل على توحيد الصفوف لمواجهة التحديات بعيدًا عن الانقسامات الداخلية.

تُظهر المقارنة بين سجن "الكتيبة" ومعتقل صيدنايا أن القمع الداخلي والابتعاد عن إرادة الشعوب يؤديان إلى نتائج كارثية. تُعد هذه الورقة تذكيرًا بأهمية الالتزام بالشرعية واحترام حقوق الإنسان كركائز أساسية لأي نظام سياسي يسعى للبقاء.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: