"وشوشات" خارجية ستعيد جنبلاط بيضة القبّان… فهل يقطفها "الثنائي"؟

WhatsApp-Image-2024-05-13-at-11.23.00-AM

كتبت صونيا رزق

بالتزامن مع أي استحقاق هام وخصوصاً رئاسة الجمهورية، تنتقل الأنظار نحو المختارة التي تلعب دائماً دور بيضة القبّان في نهاية المطاف، وهذا هو سر الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي يستدير فجأة ومن دون إنذار ضمن وضعية جديدة، وهذا ما يراهن عليه الثنائي الشيعي أي إستمالة جنبلاط للتصويت لمرشحهما رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، خصوصاً انه "لا يقطع خيطاً" إلا بموافقة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، الصديق والحليف الدائم، وهي النقطة الأهم التي يراهن عليها الثنائي، خصوصاً برّي الذي يجد جنبلاط دائماً الى جانبه وفي كل المطبّات السياسية.

وإنطلاقاً من سياسته التكويعية، لطالما كان زعيم المختارة بيضة القبّان في كل إستحقاق، اذ كان يقلب الاوضاع رأساً على عقب، وبطريقة فجائية تجعل كل الأفرقاء السياسيين يتقرّبون منه لغايات سياسية ومصالح خاصة، لكن كان دائماً "يقطفها" فيخرج منتصراً من أي ملف أو قضية عالقة، وفي آخر الدقائق الحاسمة، لأنه من أكثر السياسيين قدرةً على قراءة المرحلة، فهو ينسى فجأة الخصومة السياسية مع أي فريق، حتى لو حمل العداء له، فيعود أدراجه لينتفض على ذلك العداء الذي لا يدوم طويلاً، لانه يرفض العودة الى زمن التقوقع والشعارات الضيقة، كما يردّد دائماً بعد أي عملية إنفتاح فجائية على الخصم، لذا يعمل على تأسيس مرحلة جديدة مع الآخر،بحسب ما يتطلّب التوقيت.

من هذا المنطلق، أعاد جنبلاط علاقته بحزب الله نسبياً، فلا خصومة اليوم ولا هجوم او ردود، بل هدوء لافت على معظم الجبهات، لانّ التوافق مطلوب على الساحة الرئاسية، وإلا فوصول الرئيس الى بعبدا ما زال بعيداً، خصوصاً اذا وصلته همسات خارجية عن الاسم الرئاسي التوافقي المرتقب، لتصبح العناوين الوسطية والاعتدال مرافقة لجنبلاط تحت عنوان "التوافق يعطي أملاً بانتخاب رئيس"، فيتحوّل الى ذلك السياسي المتفهّم لوضعية لبنان الحساسة والدقيقة، وهذا يعني انّ جنبلاط يعرف من أين تأتي طرق الاستفادة في السياسة، وكيف يحجز له مكاناً واسعاً في رحابها، فهو يستعين دائماً بالمشاورات ويرسل نوابه للقيام بالوساطات، لإعطاء الهامش السياسي الاكبر للمختارة، كي تبقى من ضمن المشاركين في صناعة القرار، خصوصاً اذا وصلته "الوشوشات" تباعاً، فيتلقفها ويسير وفق دروبها، كي يصل الى حيث يشاء .

إلى ذلك، أفيد بأنّ لقاءات جنبلاط بقياديين من حزب الله تجري بعضها في العلن وبعضها الآخر في الخفاء، لأنه بات على مسافة قريبة من حارة حريك، وبعيدة من المعارضة، لذا لم يعد أحد يتفاجأ بتقلباته، لأنه "يشطح" سياسياً كل فترة، إذ لا تستطيع أي مرحلة أن تمحو خطاباته الفجائية، والتي تأتي من دون سابق تصوّر وتصميم، فإذا به يستدير بسرعة غير متوقعة، وتساعده في ذلك أنامل رئيس المجلس النيابي، اوالمفتاح الذهبي لفتح درب العلاقة ومسافاتها الشاسعة بين جنبلاط والخط الممانع.

من هنا نذكّر جنبلاط بما قاله منذ فترة:" لقد خضنا تجربة رئيس من فريق 8 آذار هو ميشال عون، وكانت تجربة فاشلة، لذا لا يجب الوقوع في الخطأ مرة أخرى".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: