Search
Close this search box.

“وفق سياسة قانون الغاب”… إسرائيل وأميركا غير مباليتين بالقرارات الدولية

rafah

أشار عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فتحي كليب، في حديث مع موقع “LebTalks”، اليوم الثلثاء، بعد بدء إسرائيل بالتوغل في قطاع غزة، إلى أن “معظم دول العالم حذّرت الإسرائيليين من محاولة شن عدوان على قطاع غزة، وكذلك الأمم المتحدة بجميع منظماتها، والاتحاد الأوروبي”، لافتاً إلى أن “هذا الأمر يطرح علامة استفهام حول ما إذا كان أصحاب القرار الدولي والفاعلين، سواء المنظمات الدولية أو الاتحاد الأوروبي هم شركاء في الجريمة، أما أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يفرض قراره وسلطته على كل دول العالم، خاصةً أن الدول كافة حذرت من النتائج المأساوية التي قد تنتج عن أي عدوان بري على قطاع غزة ورفح بالتحديد”.

وأضاف: “على الرغم من ذلك، حاول نتنياهو الدخول إلى قطاع غزة، مسبباً مجازر عدة خلال اليومين الفائتين، أبرزها المجزرة التي وقعت في مخيم نازحين في رفح أمس، ما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 48 فلسطينياً”، لافتاً إلى أن “هذه المجزرة تُشكّل تحدياً للعدالة الدولية، كونها تكشف عن زيف سياسات وحقيقة مناورات إسرائيل، ومدى تورط الإدارة الأميركية في إدارة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني”.

وتابع: “هذه المجزرة وقعت بعد ساعات من صدور قرار محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية اللتين طالبتا بوقف العدوان الإسرائيلي وخاصةً في منطقة رفح، ما يعني ألا إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأميركية تقيمان وزناً لا للقوانين أو المؤسسات الدولية، أي أن الطرفين يتبعان سياسة قانون الغاب في الدفاع عن مصالحهما الاستعمارية في حروبهم المتواصلة”.

وأردف: “المجزرة أدت إلى مقتل أطفال ونساء، ولا تزال أجسادهم تحت الركام إلى حد الآن”، قائلاً: “هذه المجزرة حدثت بعدما أوهمت الولايات المتحدة العالم بأنها وضعت للجيش الإسرائيلي خطة لاجتياح رفح تتجنب فيها استهداف المدنيين، بينما تؤكد الوقائع اليومية أن إسرائيل فشلت في اجتياح رفح وبدأت بدفع ثمن أفعالها، لذلك لم تجد وسيلة للتغطية على فشلها وخسائرها سوى باستهداف المدنيين”.

واستطرد: “هنا يكمن السؤال عن مصير أكثر من 900 ألف نازحاً شرّدتهم الحرب الإسرائيلية في رفح في ظل إغلاق المعابر وفرض الحصار المحكم على كل غزة، واللجوء مرة أخرى إلى حرب التجويع التي تمتد فصولاً”.

ورأى أن “إسرائيل شاهدت خلال الأيام الماضية ما يمكن أن ينتظرها في رفح لجهة استعداد المقاومة لمواجهة العدوان”، مشيراً إلى أن “الأيام الماضية كانت أشبه ببروفا للجيش الإسرائيلي الذي يعلم أنه سيخرج بفشل جديد، وها هي الأحداث تأتي على التوالي، إذ إن المواجهة أمس مع الجيش المصري تؤكد أن رفح قد تُغيّر مسار المعركة”، معتبراً أن “إسرائيل يمكن أن تعيد النظر باستراتيجيتها التي ليس مؤكداً أنها قادرة على تحقيق أي نصر”.

ودعا باسم الجبهة الديمقراطية والشعب الفلسطيني، أحرار العالم الموجودين في العواصم الأوروبية والولايات المتحدة وكل دول العالم إلى “مواصلة حراكهم، بما في ذلك الضغط على حكوماتهم لمقاطعة دولة إسرائيل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعلى الأصعدة كافة، بالإضافة إلى عزلها على المستوى الدولي باعتبارها دولة تخرق القوانين الدولية ولا تعير أي اهتمام للقضايا الإنسانية، وباعتبارها دولة إجرام وقتل جماعي”.

وقارن الوضع الحالي في غزة بما كانت عليه الأوضاع سابقاً في جنوب أفريقيا، قائلاً: “تحررت جنوب أفريقيا، وكذلك الشعب الفلسطيني سينتزع حريته خلال الأيام أو الأشهر المقبلة”.

وأكمل: “عجز نتنياهو عن تحقيق أي نصر سواء في الشمال أو في الجنوب، بالإضافة إلى فشله في تحرير أي من الأسرى إلا جثثاً كما حدث خلال الأسابيع الماضية، أما بالنسبة للنازحين بات واضحاً أنه ليس هناك أي مكان آمن لهم في قطاع غزة، إذ إن المكان الذي وقعت فيه المجزرة الإسرائيلية ليلة أمس، كان من المفترض أنه آمن، بحيث لجأ النازحون إلى هذه المناطق تبعاً لأوامر القوات الإسرائيلية، وها هم عندما ذهبوا إليها تم قصفهم”.

وذكر: “كذلك الأمر عندما قُصفت مناطق محددة في قطاع غزة سابقاً، أو عندما كان البعض ذاهبون أيضاً لاستلام المساعدات”.

واعتبر أن “هذه الحرب مجنونة، إذ إنها حرب قتل وتدمير وتجويع، وإسرائيل تلجأ إلى كل الأساليب العدوانية لعلها تحقق أي من أهدافها، وهذا كله برسم المجتمع الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”، قائلاً: “يبدو أن كل التحذيرات والإعلانات الدولية السابقة ذهبت هباءً وأدراج الرياح”.

وشدد على أنه “لا طريق أمام الفلسطينيين اليوم سوى الصمود ومقاومة العدوان بكل الأشكال الممكنة”، مشيراً إلى أن “حركة حماس أعلنت توقف كل المفاوضات الممكنة بعد المجزرة الإسرائيلية ليلة أمس لأنه لا يمكن لإسرائيل تحقيق أي من أهدافها عبر الضغط على المقاومة لخفض سقف مواقفها، كما أنه لا خيار أمام الفلسطينيين سوى المقاومة والصمود في أرضهم”.

وأفاد بأن “الجميع بات يدرك، سواء حلفاء إسرائيل أم من هم بخط الشعب الفلسطيني، أن الجيش الإسرئيلي استنزف كل قدراته وأصبح غير قادراً على تحقيق أي من أهدافه، سوى القتل والإجرام”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: