وهم الشيخ نعيم وانهيار السلاح

Naim Kasem764

تعكس تصريحات الشيخ نعيم قاسم الأخيرة حالة الإنكار الخطيرة التي يعاني منها حزب الله، وهي محاولة يائسة لإعادة تبرير دوره المتهالك كقوة موازية للدولة اللبنانية.

في سياق التحولات الإقليمية، وبعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أتى بموافقة واضحة من الحزب نفسه، تتجلى محاولاته للالتفاف على الواقع الجديد، حيث لم يعد بمقدوره الزعم بأنه المدافع الوحيد عن لبنان.

ما يسعى إليه الشيخ قاسم ليس سوى قفزة في الفراغ، يتجاهل فيها أن اتفاق الطائف، الذي يدّعي احترامه، ينص بشكل واضح على حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، باعتباره الضامن الوحيد للسيادة والأمن الوطنيين.

هذا الخطاب ليس سوى محاولة لتجميل صورة حزب بات مكشوفاً أمام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي.

فمن جهة، يروج للحوار والوحدة الوطنية، ومن جهة أخرى، يتمسك بسلاح غير شرعي أضعف الدولة وأفقدها ثقة شعبها ومكانتها الإقليمية. الحزب الذي تسبب بمغامراته في تدمير لبنان، وعزلته عن محيطه العربي والدولي، لا يزال يصر على فرض إرادته فوق إرادة المؤسسات الشرعية، متجاهلاً أن سلاحه أصبح اليوم عبئاً على لبنان وأهله.

إن مزاعم القوة التي يروج لها حزب الله لا تعدو كونها خطاباً أجوفاً يهدف إلى تغطية هشاشته المتزايدة. فالتوازن العسكري الذي يفاخر به قد انهار أمام تطور القدرات الإقليمية والدولية. الحزب الذي يدرك أنه لم يعد اللاعب الوحيد على الساحة يحاول اليوم إعادة تعريف دوره، لكن محاولاته مكشوفة للشعب اللبناني الذي يسعى لدولة تسودها المؤسسات والقانون، وليس لمجموعة تتاجر بالوطنية وتغرق البلاد في الفوضى.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: