11 أيلول و7 تشرين الأول في التشابه والاشتباه

ijjujjj

لأن الأمور عادة ما تكون مرهونة بخواتيمها ولأن الأحداث سواء كانت ارتكابات أو عمليات غالباً ما تقاس بنتائجها وتداعياتها، ولأننا اليوم في الذكرى الثالثة والعشرين من أحداث 11 أيلول 2001 وفي خضم تداعيات عملية طوفان الأقصى التي وقعت في السابع من تشرين الأول 2023، يرى المرء نفسه أمام حدثين منعطَفَين متشابهَين بالصدمة وقوة الخرق وسهولة الاختراق والترحيب والتهليل وبالخسائر كما بالنتائج المرتدة المتمادية “دون حدود” على المخترِقين والصادِمين ودولهم وتنظيماتهم المعنية بهم وغير المعنية لصالح الدولتين “المارقتين” المتلقيتين للضربتين في صميم عمقها في نيويورك وقلب غلافها الغزاوي الاسرائيلي.

لقد هلل الكثيرون في ايلول 2001 تماماً كالمهللين في تشرين الأول 2023 وكان بن لادن والظواهري بطلَين في 2001 تماماً كما السنوار وابو عبيدة في 2023-2024 ونفس المهللين ودولهم وتنظيماتهم كانوا على رأس قائمة المتضررين، وكانت الدولتان المستهدفَتان في طليعة المستفيدين والمستغلين والمستثمرين على الساحات كافة العربية والاسلامية والاقليمية فالدولية وما زالت الولايات المتحدة الاميركية تحصد خطأ وخطيئة بن لادن في ايلول 2011 نفوذاً واحتكاراً ونفطاً وامتداداً واضعافاً واستهدافاً للدول العربية والاسلامية وها هي اسرائيل اليوم تستغل خطيئة الضيف والسنوار في تشرين الاول 2023 ابادةً للشعب الفلسطيني واحتلالاً لغزة وضرباً للضفة وقضاءً على القضية الفلسطينية وتوسيعاً لحربها مستهدفة لبنان واللبنانيين نتيجة لخطأ – خطيئة انخراط الحزب في طوفان تشرين مغرقة جنوب لبنان وبعض بقاعه وضاحية بيروته في بحر من الدماء والدمار ولات ساعة مندم.

لقد بسطت الولايات المتحدة الاميركية مع حلفائها نفوذها على المنطقة والعالم كما احتلت افغانستان وبعدها العراق فوصلت الى الحدودين الروسية والايرانية نتيجة لعملية 11 ايلول 2001 وفي هذا المجال يقول رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش بعد عشرة أيام على العملية متذرعاً: “من اليوم فصاعداً، ستعتبر الولايات المتحدة أي دولة تؤوي أو تدعم الإرهاب بأنها نظام معادٍ، الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهاب الذي يهدد أسلوب حياتنا هي إيقافه والقضاء عليه وتدميره في مكان نموه”.

تضاعفت كذلك وتفاقمت الاعتداءات والجرائم الاسرائيلية على غزة والضفة الغربية في فلسطين والجنوب والبقاع وضاحية بيروت في لبنان كما تصاعدت الضربات شبه اليومية وبالشراكة مع الأميركي والبريطاني في سوريا والعراق واليمن وصولاً الى قلب طهران في ايران، كما استُجلبت المدمرات وحاملات الطائرات الاميركية الأطلسية الى الشرق الاوسط وسواحل دوله، نتيجة لعملية طوفان الأقصى في تشرين الأول 2023

ان ما ورد من نتائج مذهلة باهرة على منفذي العمليتين ودولهم وداعميهم  لصالح الدولتين التي وقعت عليهما، “يُحفّز” “معتنقي” نظرية المؤأمرة على اسقاطها على “11/9″ و”طوفان الأقصى” ولن نجد معها غرابة في السينياريوهات التي حيكت حول مسؤولية كل من الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل عن 11/9، وقد أتى كلام امين عام الحزب في 28 ايلول 2001  من ضمن هذه السيناريوهات اذ قال: “ان الاتهام الأميركي للعرب والمسلمين بتلك العمليات متسرع من دون أي دليل، لأن الأميركيين حتى هذه الساعة لا يملكون أي دليل، وما عملوه بإمكان أي جهاز أمن عام في العالم الثالث أن يفعله وليس هناك ما يجزم بأن العرب في الطائرات ليسوا ضحايا”.

ليعود ويؤكد نصرالله لاحقا الاتهام الأميركي للعرب لتبرئة حزبه وايران من عملية ايلول وذلك بقوله في 14 تشرين الثاني 2013: “لنتحدث بما نتذكره جميعاً وعايشناه عندما حصلت أحداث الحادي عشر من أيلول في أمريكا. إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وظف كل إمكانياته الإعلامية والسياسية والمالية والأمنية من أجل دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى غزو المنطقة واحتلال المنطقة. وأنا أذكر في تلك الأيام كان الأمريكيون يقولون إن القاعدة هي من نفذ عمليات الحادي عشر من أيلول، وإسرائيل تقول حزب الله حتى يأتوا بالأمريكي إلى أين؟ إلينا هنا”.

وهنا تجدر الاشارة أن رسائل بن لادن التي نشرت في الـ2016 تكلّمت بالتفصيل عن دور ايران والحزب في تسهيل وتمويل وتدريب عناصر القاعدة التي نفذت 11 ايلول 2001 كما اتهمت محاكم اميركية بتورط مسؤولين ايرانيين ومن الحزب بالعملية.

وطبعا لم يجد اي من المراقبين غرابة في تصديق “سيناريو” الاشتباه بتواطؤ او تسهيل اسرائيلي لتنفيذ “عملية الطوفان” كونها جرّت على محور المنفذين الويلات وما تزال وما يحكى عن ترتيبات يوم تالي لحرب غزة حد طموح حماس الأقصى فيه العودة الى ما قبل طوفان الاقصى “ويا دار غزة ما دخلك شر اسرائيلي” دمرها عن بكرة أبيها وقتل وجرح أكثر من مئتي الف من فلسطينييها غالبيتهم من الاطفال والنساء.

الغرابة والشبهة تقع ايضاً على الجهة المنفذة لاشعال واشغال جبهة الاسناد في الجنوب مع حركة هوكشتين الاميركي الاسرائيلي لوقف الاعتداءات والعودة الى “حذافير 1701″ أو إلى ما هو أسوأ واقعياً على ارض الجنوب ما يسمى و”يُفَعَّل” حالياً بـ”حزام امني” بالدم والنار يحاكي الحزام الأمني الذي كان معمولا به في الفترة التي سبقت التحرير في 25 أيار 2000.

لنكون فعلياً وفي حالتي غزة والجنوب كما كان في برجَي نيويورك أمام “كنتُ أعلم هذه المرة ومع ذلك بدأتُ.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: