ينطلق في الحادي والعشرين من تموز مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان 2025، في حدث وطني يمتدّ على مدار ستة أيام، متنقلاً بين خمس مدن لبنانية رئيسية، وذلك برعاية وزير الدولة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، وبرئاسة الدكتور حكمت البعيني.
في هذا الإطار، يشير البعيني في حديث لموقع LebTalks إلى أنّ “المؤتمر، الذي يُعدّ الأكبر من نوعه في لبنان، يُقام بدعم من غرف التجارة والصناعة والزراعة، ويهدف إلى تسليط الضوء على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية كالتعليم، الصحة، الزراعة، الطاقة، السياحة، والإعلام”.
يضيف: “تجربة المؤتمر انطلقت من دبي تحت عنوان AI in Dubai، حيث نُظّمت نسختان ناجحتان خلال عامين متتاليين، وتميّزتا بحضور واسع ونقاشات معمّقة وابتكارات نوعية. وقد قررنا هذا العام نقل التجربة إلى لبنان، ضمن توسّع يشمل لاحقًا دولًا أخرى مثل السعودية ومصر وربما غيرها”.
كما يؤكّد البعيني أنّ “اختيار لبنان لم يكن صدفة، بل نابع من إيمان راسخ بإمكاناته. فرغم التحديات، يظلّ لبنان غنيًّا بكفاءاته العلمية، وبطاقاته الشبابية، وبجامعاته ومراكزه البحثية التي تنتظر فرصة لتُعبّر عن قدراتها. نريد أن نوجّه رسالة أمل: لبنان لا ينتظر الحلول من الخارج، بل يمكنه أن يكون شريكًا في صياغة المستقبل، خصوصًا في المجالات الرقمية”.
ويشدّد على أن “المؤتمر يشكّل منصة لربط العقول اللبنانية في الداخل والخارج، ولعرض حلول ذكاء اصطناعي مخصصة لخدمة القطاعات الحيوية. كما يوفر مساحة للتواصل المباشر بين الشركات، الجامعات، المبرمجين والمجتمع، ويهدف إلى إطلاق مشاريع حقيقية تضع لبنان على الخارطة التكنولوجية من خلال الابتكار والتعاون المحلي”.
تُفتتح فعاليات المؤتمر في بيروت يومي 21 و22 تموز، في مركز مؤتمرات طيران الشرق الأوسط (MEA)، قبل أن ينتقل إلى طرابلس في 23، صيدا في 24، زحلة في 25، ويُختتم في عاليه في 26 تموز بجلسة حوارية خاصة تُعرف بـ”خلوة الذكاء الاصطناعي”.
بالتوازي، تنطلق جولة الباص الذكي، لتصل إلى مدن وبلدات إضافية مثل جبيل، البترون، بعقلين، قب إلياس، جزين، والشوف، بالتعاون مع البلديات. وسيكون الباص مجهزًا بتقنيات رقمية تفاعلية، تُستخدم لنشر الوعي وإتاحة تجارب مباشرة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويتميّز المؤتمر بأسلوب عصري، يجمع بين الطابع العلمي والإنتاج الإعلامي المباشر، ويتضمّن كلمات افتتاحية، مقابلات مع خبراء، عروضًا لشركات ناشئة، وجلسات حوارية مفتوحة بين الجامعات والمجتمع التكنولوجي.
كما يشهد المؤتمر مشاركة خبراء ومغتربين لبنانيين، إلى جانب متخصصين عرب وأجانب، بهدف تبادل الخبرات وبناء جسور تعاون علمي واقتصادي.
أما عن الرسالة الأساسية للمؤتمر، فيقول البعيني: “التكنولوجيا في خدمة لبنان”، مضيفًا: “نحن لا نحمل أدوات رقمية فحسب، بل نحمل أيضًا الأمل، والطموح، والقدرة على التغيير. الذكاء الاصطناعي ليس رفاهية، بل ضرورة للنهوض، خاصة في ظل الأزمات التي نعيشها”.
يأتي مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان 2025 ليؤكّد أن الاستثمار في المعرفة هو السبيل الأضمن لعبور الأزمات. من خلال الجمع بين الخبرات المحلية والدولية، وبين العلم والتجربة الميدانية، يفتح المؤتمر بابًا أمام فرص جديدة، ويضع الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان والمجتمع، انطلاقًا من لبنان نحو آفاق أوسع.