Foyer الكسليك… بين “ما بيشبعوا” وكذب المالكين “والعترة ع الشباب”

Dorms

كتبت تالين نهرا؛ “أوف ما بيشبعوا”، عبارة اختصرت بها ابنة الـ21 عاماً واقع “استغلال أصحاب المساكن الطلابية لطلب التلاميذ المرتفع على الغرف في الكسليك وخاصةً بمحيط جامعة الروح القدس”، إذ ترى أن “استئجار مسكنٍ بمحيط الجامعة أصبح وكأنه قائم وفق قاعدة: مين بيدفع أكتر”.

تعيش الشابة في المسكن نفسه منذ نحو الـ4 أو 5 سنوات، ولطالما كانت تعتبر أن “الثمن الذي تدفعه لغرفتها يتماشى مع أسعار الإيجارات المجاورة”، إلى حين انغماس لبنان في أزمته الاقتصادية.

أزمة اقتصادية، دولرة أسعار، والليرة لم يعد لها أي قيمة، بحيث تُشير الفتاة إلى أنه “مع بدء انهيار العملة تزعزعت كلفة إيجار غرفتها، إذ أصبحت مالكة مبنى المساكن الذي تقطن فيه ترفع الثمن شهرياً على المستأجرين، متحججةً بالوضع الاقتصادي المترّدي، وغافلةً أن هذا التردي يشمل اللبنانيين كافة وليس فئات معيّنة فقط”.

وتقول الشابة في حديث لموقع “LebTalks”: “كانت الإضافات على الإيجار محمولةً إلى حين أن أعلمتني المالكة بأنها تريد تقاضي 500$ شهرياً بدءاً من أوائل شهر أيلول المقبل، بعدما كانت الكلفة 375$، عدا عن فاتورتيّ الكهرباء والإنترنت”، معتبرةً أن “السبب المرجّح وراء هذه الزيادة المفاجئة هو أنه من الممكن أن تكون المالكة تلقّت مبلغاً أفضل من أحدٍ آخر، إذ هناك توافد كبير على جامعة الروح القدس خلال السنتين الماضيتين، كما أن هناك عدداً ملحوظاً يأتي من مناطق بعيدة، كالجنوب وزحلة والبقاع وغيرها، ويُعتبر قسم منهم مقتدراً مادياً إلى حدٍ ما، أي أنهم يفضلون العيش في الكسليك لو مهما كان الثمن”، مضيفةً: “غلِّت 125$ فرد مرّة وكأنّها عم تكحّشني”، لافتةً إلى أن “الغرفة لا تتعدى الـ20 متراً مربعاً بالحجم، وتَسَع 3 أشخاص كحدٍّ أقصى”.

في المقابل، يعتبر مالك مساكن مجاورة أن أسعاره لا مثيل لها وخدمته هي الأفضل واصفاً نفسه بـ”الأرخص والأنظف”، إذ يُسعّر الغرفة المفردة بمبلغ 200$، والمزدوجة تترواح كلفتها بين 300 و350$ بحسب حجمها.

وبعيداً من النظافة، فهل يا ترى هو فعلاً الأرخص؟

إثر ذلك، قرّر موقع “LebTalks” التعمق في هذا الملف، وتواصلنا مع عدد من المالكين والمستأجرين، لنشهد على زوايا وطأة أزمة لبنان الاقتصادية المهيمنة على لبنان.

وهمٌ في المساكن

“كذّابين، بيحكوا شي والحقيقة شي تاني كلياً”. بعد تعمّق “LebTalks” في هذا الملف، تمكّنا من التواصل مع مستأجرةٍ سابقة في مبنى مساكن آخر، كما تواصلنا مع إدارة البناء نفسه، وبعد المقارنة بين الحديثين، لوحظ أن هناك تضارباً كبيراً بالتفاصيل.

تعقيباً على ذلك، تقول ابنة الـ22 عاماً: “عندما استأجرت غرفةً في هذه المساكن، قيل لي إن الكهرباء لن تنقطع أبداً، كما كان من المفترض أيضاً أن يكون لدينا صلاحية الدخول مجاناً إلى النادي الرياضي، إلّا أنه وعلى عكس ذلك، شهدنا انقطاعاً مستمراً للكهرباء وصل الى 9 ساعات من يوم الأحد حتى الخميس، و8 ساعات ونصف يوميّ الجمعة والسبت، وذلك على الرغم من وجود طاقة بديلة، وحتى أن النادي الرياضي لم نتمكن من الاستفادة منه إلّا بعد شهرين من استقرارنا”.

هكذا كانت الحال قبل نحو الـ10 أو 11 شهراً، إلّا أنه وللأسف لم تتغيّر كثيراً، بحيث أن التأنين لا يزال موجوداً لكن بساعات أقل، إذ يشير مستأجر حالي إلى أن “الكهرباء تنقطع من الساعة 4 صباحاً حتى الـ6 صباحاً، ومن العاشرة حتى الـ12 ظهراً يومياً”، إلّا أن إدارة المساكن شددت عند التواصل معها على أن “الكهرباء مؤمّنة طيلة ساعات وأيام الأسبوع”.

بالعودة إلى المستأجرة السابقة، تضيف الشابة: “عند مجيئي كانت أسعار الغرف تتراوح وفق التالي، 350$ للغرقة المفردة، و450$ للمزدوجة أي 225$ على كل فرد في الغرفة، و550$ للثلاثية، و600$ للرباعية، بالإضافة إلى وجود جناح يبلغ إيجاره 650$، وكنا ملزمين بإمضاء عقد لمدة 6 أو 9 أشهر لتضمن إدارة المساكن عدم رحيلنا على غفلةٍ إلى مكان آخر، بحيث أننا مجبرون على إعلامهم قبل شهر من رحيلنا”، لافتةً إلى أن “هناك عدداً من أصدقائها أراد الرحيل قبل نهاية المهلة الزمنية المحددة إلّا أنهم لم يتمكنوا قبل نهاية مدة الشهر”.

وتستطرد: “كان ممنوع علينا إدخال أي حيوانات أليفة إلى حرم المساكن، لكن اكتشفنا لاحقاً أن المدعو محمد، وهو أحد المعنيين بإدارة المساكن أيضاً،يُربّي كلباً في غرفته الموجودة داخل الحرم”.

وتتابع: “بالإضافة إلى الإيجار، سيدفع كل مستأجر 20$ أولاً (يُقسم الثمن في حال استئجار غرفة مزدوجة أو أكبر) ثمن موزّع للإنترنت، هذا عدا عن كلفة اشتراك الواي فاي الشهرية البالغة 25$ (unlimited)”، لافتةً إلى أنه “يجب دفع 5$ أيضاً (لمرة واحدة) لشراء satellite التلفزيون”.

وتُردف: “كنا نستفيد من غرفة الغسالات وخدمة تنظيف الغرف مرة أسبوعياً، وفي حال أردتُ الاستفادة من إحدى هاتين الخدمتين أكثر من مرة سأضطر على دفع 5$ لكل مرة إضافية”.

وفي ما يخصّ مواقف السيارات، تستطرد الشابة ساخرةً: “20$ لكل موقف شهرياً، على الرغم من أن المواقف تابعة مباشرةً لإدارة المساكن”.

وعما إذا من الإمكان السماح لأحد بزيارة المستأجر أو المبيت لديه، استهزأت الشابة قائلةً: “دفعت 30$ مرّةً، فقط لأن أختي باتت لديّ”، وأكملت ضاحكةً: “لو عطيوها تخت لإلها كان نصّ مصيبة بس نمنا سوا بالتخت ذاتو”.

وتشير إلى أن “الزيارات ممنوعة بعد الساعة 9 مساءً، كما أنه في حال اضطر أحد على التأخر عن الساعة المحددة، فممنوع عليه البقاء في الغرف، إذ عليه الانتظار في غرفة الدراسة أو اللوبي، كما أنه يجب على كل الزائرين ترك هويّاتهم مع الأمن إلى حين رحيلهم”.  

في المقابل، تشير إحدى المعنيين بإدارة المساكن نفسها إلى أن “المستأجر سيحصل على كهرباء 24/7، ومياه، وصلاحية للدخول إلى الجيم مجاناً، وخدمة تنظيف الغرف مرة أسبوعياً، بالإضافة إلى صلاحية استعمال غرفة الغسّالات”، بلا ذكر عدد المرات المسموح بها باستخدام الغرفة.

وتبيّن أن هناك إضافة على الإيجارات، إذ تلفت المعنية إلى أن “إيجار الغرفة المفردة يبلغ حالياً 450$، والمزدوجة 550$، والثلاثية 600$، بينما الرباعية أصبحت بـ740$”. وفي ما يخص اشتراك الإنترنت، لم تذكر أنه على المستأجر دفع ثمن الموزّع، كما لم تذكر أي شيء عن الـsatellites.

وتلفت إلى أنه “لا يوجد أي وقت محدد للخروج أو الدخول للمستأجرين، بينما ممنوع دخول أي زائر بعد الساعة 9 مساءً”، وتطابقت كل التفاصيل المختصة بدخول أو خروج الزائرين مع كلام ابنة الـ22 عاماً، إلّا أنه لم يتم ذكر موضوع تسليم الهويات.

وعند سؤالها عما إذا كان بإمكان أحد من ذوي المستأجر المبيت عنده، قالت ممازحةً رداً على ما إذا كان يمكن للأم تحديداً المبيت: “إذا حبّيتها بتنام”، ومن ثمّ: “لا بأس إذا كانت الأم، لا يوجد أي مشكلة”، بغض النظر عن الـ30$ الواجب دفعها.

“بلّشنا 350$ وهلّأ للقدامى 400$”، هكذا يقول ابن الـ21 عاماً، المستأجر الحالي. وفي الحديث معه تطابق كلامه عن التسعيرات للمستأجرين الجدد مع كلام المعنية من الإدارة.

لفّ ودوِران وتضارب معلومات، فهل هذا تكتيك إدارات مساكن جديد لاستقطاب الطلاب؟

تحفُّظ عن التصريح

“صاحب المشروع مسافر وآخد vacation لـ10 أيام”، هكذا تلقّينا الرد من إدارة مبنى آخر. جوابٌ للصحافة وحسب، أم موحّد للجميع؟ فهل يا ترى سينتظر المُستأجر 10 أيام لينتهي صاحب المشروع من فسحته؟ أم يختلف الردّ عندما “تأتي الرزقة”؟.

بالانتقال إلى مساكن الطلاب داخل جامعة الروح القدس، تقول ابنة الـ25 عاماً، التي تسكن في حرم الجامعة منذ نحو الـ5 أو 6 سنوات: “تغيّرت الأسعار طبعاً بين ما قبل الأزمة الاقتصادية وما بعدها، إلّا أن الأسعار أصبحت حالياً وفق الشكل التالي، حوالي الـ270$ للغرفة المفردة، و440$ للمزدوجة، و480$ للثلاثية، ويشمل ذلك تأمين الكهرباء طيلة أيام الأسبوع بالإضافة إلى خدمات داخلية، كالتكييف والإنترنت…”، لكن حرم الجامعة يتضمّن مساكن للفتيات، أي أن “العترة ع الشباب”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: