يبدو أن الأمور في المنطقة لا تسير باتجاه التهدئة والمفاوضات بقدر ما تنحو منحى تصعيدياً خطيراً، فيما يبدو أن إسرائيل قررت خوض المواجهة مع إيران على مراحل.بداية، نشير الى أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر تأجيل زيارته للمنطقة من شهر حزيران الحالي الى شهر تموز المقبل. ويبدو أن وراء التأجيل ترقّب لمعطيات جديدة في مثلث الرياض – تل ابيب – طهران.بلومبرغ نشرت تقريراً تشير فيه الى أن البيت الأبيض سيسمح لإيران بزيادة مبيعاتها من النفط بغض النظر عن الاتفاق من عدمه مع إيران حول النووي.هذا الموقف الخطير يستفز الرياض ودول الخليج وتل أبيب في آن ويلبد أجواء أية زيارة لبايدن الى المنطقة.على صعيد متصل، تشهد إيران منذ اغتيال العقيد في فيلق القدس حسن صياد خدائي سلسلة من الاغتيالات وبوتيرة منتظمة تستهدف القادة والعلماء مثال العالم والقائد أيوب انتظاري الذي كان يتولى ملف تطوير المسيّرات الإيرانية وبرنامج الصواريخ الإيرانية والذي قتل مسمماً أثناء عشاء.كذلك اغتيال علي اسماعيل زاده العقيد في فيلق القدس وهو مسؤول عن العمليات خارج إيران ولا سيما في سوريا، وقد اغتيل رمياً من على شرفة منزل،فإسرائيل نجحت في اختراق الداخل الإيراني بشكل كبير وخطير ما يرفع من نسبة احتمالات رد إيران على هذا الاختراق وهذه الاغتيالات ما سيجر رداً إسرائيلياً لن يخلو من عملية عسكرية ما، وقد جاءت المناورات العسكرية الأخيرة للإسرائليين في قبرص لتحاكي سيناريوهات الحرب مع إيران وقصف المنشآت النووية الإيرانية، ما أثار حفيظة حزب الله الذي طالب الحكومة اللبنانية باستدعاء السفير القبرصي للاستيضاح حول ما اعتبرته حارة حريك تهديداً مباشراً للحزب فيما الحقيقة تهديد مباشر للجمهورية الإسلامية.فورين بوليسي تقول إن زيارة الرئيس بايدن للمملكة العربية السعودية، إن حصلت لن تخرج بنتائج كبيرة لأن قطار التعاون مع واشنطن فات لحساب التعاون السعودي مع كل من الصين وروسيا،
علماً أن فورين بوليسي تؤكد أيضاً ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتظر بفارغ الصبر تحقق رهانه بحصول كساد في الولايات المتحدة الأميركية، ما سيؤدي بحسب حساباته الى الإطاحة بالرئيس بايدن، فرهان بوتين هو أن يضطر الأميركيون تحت وطأة الوضع المضطرب إقتصادياً الى رفع الفدرالي للفائدة لمحاربة التضخم، ما سيؤدي الى كساد أي توقف عمليات الشراء والبيع فتكون نهاية بايدن والديمقراطيين.الرئيس بايدن لا يريد تقديم تنازلات للسعوديين رغم حاجته الى نفطهم فيما الرياض تريد الزيارة لحشر الرئيس الأميركي بموضوع إيران،لأن الاتفاق النووي، ورغم التأخير وخَفت الحديث عنه في الأسابيع القليلة الماضية، الا أنه الحاضر الغائب في كل من أروقة البيت الأبيض وفريق عمل الرئيس بايدن التفاوضي. لذا فإن القلق يسود دول المنطقة ولا سيما المملكة وإسرائيل والخليج ومصر والأردن من مفاجأة ما، الأمر الذي أدخل المنطقة في سباق محموم تتولاه إسرائيل عسكرياً اذا دعت الحاجة.
لذلك فان مجيء بايدن الى المنطقة وزيارة السعودية قد ينهي أي أمل أميركي بالاتفاق مع إيران، وهو ما لا تريده واشنطن حتى الساعة رغم التعثر.
الأجواء تتجه نحو التصعيد، والتحديات بدأت ترتدي طابعاً دموياً انطلاقاً من داخل إيران وأي ردة فعل إيرانية قد تشعل الحرب.