أثار الاتفاق الذي أعلن عنه بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله – الحوثيين، في اليمن، جدلاً واسعاً على الشاشات الإسرائيلية، حيث رأى محللون أنه يمثل خطراً على تل أبيب التي أصبحت مطالبة بصدّ هجمات الجماعة اليمنية وحدها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن قبل يومين عن وقف القصف الأميركي على مواقع الحوثيين في اليمن بعدما تعهدت الأخيرة وبوساطة عمانية، بالتوقف عن استهداف السفن الأميركية في المنطقة.
وكان هذا الإعلان مفاجئاً بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين، إذ يقول محلّل الشؤون العسكرية في القناة 13، ألون بن ديفيد إنه لم يتحدث أي منهم عن اتصالات بين الولايات المتحدة والحوثيين ولا عن تداعيات هذا الأمر على إسرائيل.
وأكّد الأمر نفسه مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12، نير دفوري، بقوله إن الإعلان كان مفاجئاً، وعلى عكس توقعات إسرائيل التي تحاول معرفة ما قصده ترامب في إعلانه.
وأشار البعض إلى أن تل أبيب تحاول حالياً معرفة موقعها من هذا الاتفاق، مؤكدين أن المواجهة مع الحوثيين ستتصاعد خلال الفترة المقبلة، وأن إسرائيل ستتحمل وحدها مسؤولية الرد على الجماعة إن امتنعت الولايات المتحدة عن هذا الأمر، مما سيؤدي إلى تداعيات جسيمة.
وبرأي مراسل شؤون الشرطة في “هآرتس” جوش براينر، فيمثل إعلان ترامب وقف المواجهة مع الحوثيين تركاً لإسرائيل وحدها، حيث قال إن هذا الأمر خطير جداً، لأنه لا يمكن ترك إسرائيل وحدها في الشرق الأوسط، وأضاف: “هذا ما تعلمناه في السابع من أكتوبر 2023”.
ووصفت محللة الشؤون العربية كيانيا سبتلوفا ما جرى بقولها: “لقد باعنا الأميركيون”.
بدوره، أوضح محلل الشؤون السياسية في القناة 13، غيل تماري، أن ترك إسرائيل وحدها ليس جديداً على ترامب، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي لم يكن يقاتل الحوثيين من أجل مصلحة إسرائيل التي تجد نفسها معزولة مجدداً. وتابع: “ترامب أعلن بوضوح أنه يقاتل الحوثيين لأنهم يستهدفون الملاحة الدولية ويضرون بالاقتصاد الأميركي، وإنه سيوقف القصف إذا توقفوا عن ذلك.”
وتوقع محلل الشؤون الفلسطينية في القناة 13، حيزي سيمانتوف، مَزيداً من الهجمات الحوثية على إسرائيل، وقال إنهم قد يعيدون قصف مطار بن غوريون بالصواريخ والمسيرات، إذ أيّده مراسل الشؤون العسكرية بالقناة نفسها، أور هيلر، الذي قال إن الحوثيين لديهم القدرة والدافع لقصف مطار بن غوريون بعدما نجحوا في قصفه سابقاً.
وختم هيلر بالقول إن إسرائيل ستكون في حالة تأهب لهجمات الحوثيين خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، لا سيما بعج تأكيد الحوثيين على أنهم لم يتوقفوا عن توجيه الضربات ما لم تتوقف الحرب في القطاع.