“استعراض قوة”… الضربات الإيرانية والإسرائيلية “تحفظ ماء الوجه”

7f5001e1-b661-431f-ae55-c1b6d014944e

على الرغم من محاولات إيران “تسخيف” ضربة إسرائيل ووضعها في خانة “الرد الذي لا يستوجب رداً”، إلا أن إسرائيل أرادت مما فعلته على ما يبدو إيصال رسالة بالغة الأهمية لطهران لم تتكئ فيها على قوة الضربة بقدر ما اتكأت على مدلولاتها ومعانيها.

ولفت مسؤولون غربيون إلى أن “الضربة هدفت إلى إيصال رسالة إلى إيران مفادها بأن إسرائيل يمكنها تجاوز أنظمة الدفاع الإيرانية من دون أن يتم اكتشافها، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

وأشار تحليل للصحيفة إلى “صور الأقمار الاصطناعية، وإلى أن الهجوم الإسرائيلي على قاعدة جوية إيرانية في أصفهان أصاب جزءً مهماً من نظام الدفاع الجوي”.

وأظهرت الصور أن “الهجوم الدقيق على قاعدة شيكاري الجوية الثامنة أدى إلى إتلاف رادار مستخدم في أنظمة الدفاع الجوي إس-300، بالقرب من نطنز، وهي مدينة إيرانية مركزية مهمة لبرنامج الأسلحة النووية السري للبلاد”، وفق مسؤولين غربيين ومسؤولين إيرانيين.

وقال محلل الصور السابق لدى الحكومة الأميركية كريس بيغرز إن: “الرادار عادة يكون محاطاً بعدة مركبات، بما في ذلك 4 شاحنات تحمل صواريخ، وقبل الضربة شوهدت الصواريخ بجوار الرادار، وبعد الغارة تم نقلها ولم يبدو عليها أي ضرر واضح، ولم يتضح سبب نقل الصواريخ، ومع ذلك، فإن حقيقة أنها تبدو سليمة تشير إلى أن الهجوم كان له هدف دقيق للغاية”.

وتشير دقة الضربة، في العمق الإيران ومع وجود عدد من المواقع الحساسة القريبة، إلى أن “إسرائيل اختارت الهدف بشكل محدد لإيصال رسالتها”.

وحصلت إيران على أنظمة دفاع جوي روسية الصنع من طراز إس-300 لردع الضربات الجوية الإسرائيلية وغيرها، وفق مشروع الدفاع الصاروخي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.

وأفادت المعطيات بأن “النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله يبين ناجح الجهود الدبلوماسية لتجنب حرب شاملة منذ هجوم شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل يوم السبت الماضي”.

ووصفت تقارير إسرائيلية وأميركية أن “الضربة كانت محدودة وكان الهدف منها هو إرسال رسالة إلى طهران بقدرة إسرائيل على استهداف أي مكان في عمق البلاد”.

واعتبرت تقارير أن “الضربة الإسرائيلية على إيران المحدودة والرد الإيراني الخافت يبرز سعي البلدين لحفظ ماء الوجه وكذلك الاستجابة للدعوات الدولية بوقف التصعيد”.

واعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن “التعليق المحدود لإيران على الهجوم الإسرائيلي، يشير إلى أن طهران لا تخطط للانتقام، وهو رد بدا أنه يهدف إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: