أعلن مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، اليوم الخميس، عن إطلاق حملة توعوية شاملة بعنوان "سلوكك أمانة". وتأتي هذه الحملة بعد سلسلة من حوادث الطرق، ومخالفات السير التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار ضجة كبيرة في مصر، خلال الأسابيع الماضية، كما تتواكب الحملة مع جهود تبذلها أجهزة الأمن المصرية لضبط حركة السير في الشارع المصري.
وبحسب بيان رسمي للمجمع، تلقت "النهار" نسخة منه، جاءت الحملة في إطار تعاونه مع وزارة النقل المصرية؛ لتكثيف الجهود الوطنية الهادفة إلى حماية الأرواح والممتلكات، وتأكيد دور المؤسسات الدينية في ترسيخ الوعي السلوكي والمسؤولية المجتمعية.
تعزيز المسؤولية
وأشار مجمع البحوث إلى أن الحملة تهدف إلى تعزيز الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية في التعامل مع مرافق النقل العام، والتنبيه الى خطورة السلوكيات الخاطئة؛ كعبور "مزلقانات" السكك الحديد بشكل عشوائي، أو تجاهل التعليمات المرورية؛ بما يهدد الأرواح، ويتسبب بكوارث متكررة.
وأوضح البيان أن الحملة تسعى بذلك الى "إحياء قيم الإسلام في حفظ النفس والغير، من خلال خطاب دعوي متوازن يخاطب العقل والوجدان، كما تسعى إلى نقل التوعية من طور الموعظة العابرة إلى مسار سلوكي يساهم في بناء الضمير العام، ويعلي من شأن الانضباط؛ بصفته مسؤولية دينية لا تقل عن سائر الواجبات التعبدية".
وقال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن "إطلاق هذه الحملة يأتي استجابة للمسؤولية الشرعية والوطنية التي يحملها الأزهر الشريف؛ صوت الضمير الديني للأمة"، موضحا أن "الإسلام وضع حفظ النفس في مقدمة ضروراته، وجعل الإخلال بها من أعظم صور التفريط".
وعي جمعي
أضاف أن "الأزهر الشريف ينخرط في قضايا الناس بخطابه الواعي ولا ينفصل عنها"، مشيراً إلى أن "مجمع البحوث الإسلامية يستثمر كل وسائله الدعوية والإعلامية في الوصول إلى الناس حيث يكونون؛ من أجل صناعة وعي جماعي يقي المجتمع شر العشوائية".
ولفت إلى أن "قضية السلوك العام اختبار حقيقي لنضج المجتمع، وأن السلوكيات الخاطئة مظهر من مظاهر الغياب الوجداني عن إدراك خطورة الموقف، مؤكداً أن من يستهين بتعريض نفسه أو غيره للهلاك؛ يقع في إثم بين، ويتحمل تبعات ذلك أمام الله والمجتمع".
تحرك دعوي جاد
ويقول أمين مجمع البحوث الإسلامية إن "المجمع ينظر إلى هذه الحملة بوصفها تحركاً دعوياً جاداً، يخرج من دائرة التنظير إلى فضاء الفعل والتأثير"، داعياً الجميع إلى أن "يكونوا شركاء حقيقيين في إنجاحها؛ لأن الوقاية لا تصنعها اللوائح وحدها، وإنما يصنعها الضمير حين يبنى على الدين والانتماء".
وأشار المجمع إلى أن من المقرر أن تستمر فعاليات الحملة على مدار أسبوعين، وتتضمن تنفيذ مجموعة من الخطب والندوات والمحاضرات الدعوية والتوعوية في المساجد، واللقاءات المباشرة في مراكز الشباب والنوادي الاجتماعية ومحطات القطارات ومواقف حافلات النقل العام، بالإضافة إلى إطلاق المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلامية حملة إعلامية رقمية تشمل إنتاج مقاطع فيديو قصيرة، ومنشورات توعوية عبر المنصات الرسمية للمجمع على وسائل التواصل الاجتماعي.