التوتر الذي يمر به الاردن منذ ايام وبيان البلاط الملكي الاردني ضد الامير حمزة ، يتقاطع مع تطورات المنطقة في ضوء تداعيات الصراع الدولي المستحكم من اوكرانيا الى مختلف مناطق العالم الساخنة ومنها الشرق الاوسط .
الاردن اليوم امام تحدي ابعاد كأس التغلغل الايراني المتآمر في الاردن سيما وان عمان قلقة من انسحاب الروس من سوريا وملء الايرانيين وميليشياتهم الفراغ على حدود المملكة .
إن تشدد الملك عبد الله بحق شقيقه الامير حمزة مرده الى توجس الملك من الاخطار التي باتت محدقة بالبلاد وبالنظام بفعل امتداد التوترات الى الحدود مع الاردن من جهة سوريا واقتراب الخطر الإيراني ، بحيث بان الملك عبدالله مضطراً لتشديد القبضة داخلياً وعدم التهاون مع اي مظهر من مظاهر تهديد الاستقرار الاردني الداخلي
فموافقة الملك على القرارات والإجراءات التي قدمها له مجلس الاسرة المالكة ضد الأمير حمزة بن الحسين والتي رفعت له بتاريخ الـ23 من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي تأتي في سياق قطع بادر اية فتن يمكن ان تضعف الجبهة الداخلية الاردنية
والجدير ذكره ان الملك عبدالله كان من أوائل القادة العرب الذين تكلموا عن خطر الهلال الايراني الشيعي من طهران الى البحر المتوسط ، وقد شهد على سقوط عواصم عربية في قبضة الثورة الايرانية المصدرة إلى العراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين .
والملك عبدالله من المؤمنين بأن المنطقة العربية لا يمكن الا وان تكون حليفة للغرب وكلما ضاق مجال المناورة امام الايرانيين كلما حاولوا تحقيق توغلات في المنطقة لتقوية اوراق ضغوطهم بوجه الاميركيين سيما وان المفاوضات حول الاتفاق النووي متوقفة وطهران في وضع خطير وقد اشار المستشار العسكري لمرشد الثورة محسن رضائي في حديث له علىأانه يتحتم على الولايات المتحدة ان تقبل بتوقيع الاتفاق لان ايران صاحبة القرار في موقف رأى فيه المراقبون توترا ايرانيا يجعل طهران قاب قوسين او ادنى من الاقدام على تصرفات مزعزعة لامن واستقرار المنطقة .
يذكر في سياق التطورات الاقليمية، الطلب الروسي من تركيا بفتح اجوائها امام الطائرات الروسية للوصول الى سوريا علماً ان تركيا عضو في الناتو وبالتالي لا يستطيع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في لحظة التحام الصراع الروسي الغربي في اوكرانيا التعاون مع الطلب الروسي ما دفع بواشنطن الى الدخول على خط الرفض التركي لطلب انضمام فنلندا والسويد للناتو لازالة التحفظات التركية ومعالجة اسبابها وبالتالي نزع فتيل اي تعاون تركي روسي كمثل فتح الاجواء التركية امام الطيران الروسي .
اعتبر الملك عبدالله ان وجود روسيا في سوريا لطالما شكل عامل تهدئة منذ العام ٢٠١٧ حين اقر اتفاق خفض التصعيد جنوب سوريا مع الحدود الاردنية لقطع الطريق امام اي حضور ايراني وميليشيات ايران هناك .
لكن الان روسيا تخلت عن ضمان ذاك لاتفاق لابل انسحبت من سوريا والاميركيون لم يعودوا متفقين مع الروس وقد اوقفوا تعاونهم مع موسكو على خلفية الصراع في اوكرانيا - فانكشف الاردن مباشرة وجهاً لوجه مع الايرانيين وميليشياتها وعادت المنطقة الحدودية بين سوريا والمملكة مصدر تهديد لامن واستقرار الاردن .
الاردن والملك عبدالله الان اذا في مرحلة دقيقة وخطيرة والبلاد بعين التهديد الايراني والميليشياوي . فايران التي خسرت اكثريتها البرلمانية في العراق وبالامس في لبنان غداة خسارة "حزب الله" لاكثريته البرلمانية قد تجد نفسها في اي وقت وامام توقف فيينا مستعدة لاي خرق لخاصرة عربية جديدة والاردن حالياً ابرز خاصرة بعد اختلاف الاميركيين والروس وتخليهما عن ضمانات امن واستقرار حدود الاردن مع الوجود الايراني في سوريا .
لذا فالاقامة الجبرية للامير حمزة تدبير احترازي اتخذه شقيقه الملك عبدالله الثاني كجزء من خطة حماية الداخل الاردني المهدد اقليمياً فيما الانظار تتجه الى تفعيل مقررات قمم العقبة وشرم الشيخ والنقب لتعزيز الامن الجماعي الخليجي المصري الاردني الاسرائيلي في مواجهة التمدد الايراني المستمر.
