أعلنت إيران، اليوم الأحد، اختتام الجولة الرابعة من المباحثات النووية مع الولايات المتحدة والتي وصفتها بالصعبة.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في منشور عبر حسابه على منصة “إكس” إنَّ الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة انتهت، مشيراً إلى أنها كانت صعبة ولكنها مفيدة لفهم مواقف الجانبين وإيجاد وسائل منطقية وواقعية للتعامل مع الخلافات.
من جهته، وصف مسؤول أميركي رفيع المستوى جولة المحادثات الرابعة مع إيران بشأن برنامجها النووي بـ”المشجّعة”، لافتاً إلى أن الجولة جديدة ستجري قريباً.
وأشار مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إلى إنّ المحادثات التي جرت في عمان برئاسة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف كانت مرة أخرى مباشرة وغير مباشرة واستمرت أكثر من ثلاث ساعات. وأضاف: “تم التوصل إلى اتفاق للمضي قدماً بالمحادثات لمواصلة العمل على المسائل الفنية. نتيجة اليوم مشجّعة بالنسبة الينا، ونتطلع إلى اجتماعنا المقبل الذي سيجري في المستقبل القريب”.
وعلى الرغم من أن طهران وواشنطن قالتا إنَّهما تفضلان الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود، فإنهما تظلان منقسمتين بشدة بشأن عدد من الخطوط الحمراء التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب العمل العسكري في المستقبل.
وعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجولة الرابعة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين، على الرغم من اتخاذ واشنطن موقفاً صارماً في العلن، والذي قال مسؤولون إيرانيون إنَّه لن يساعد المفاوضات.
وقبل مغادرته إلى مسقط، قال عراقجي للتلفزيون الرسمي: “لإيران مواقف معروفة مبنية على مبادئ واضحة، ونأمل أن نتوصل إلى موقف حاسم في اجتماع الأحد”.
وتابع: “فريق الخبراء الإيراني موجود في عُمان وسيتم التشاور معه عند الضرورة”.
وكان ويتكوف قد قال يوم الخميس: “الخط الأحمر بالنسبة لواشنطن هو لا تخصيب. وهذا يعني التفكيك وعدم التسليح”، الأمر الذي يتطلب تفكيك المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان بالكامل.
وأردف: “إذا لم تكن المحادثات مثمرة اليوم الأحد، فلن تستمر وسنضطر إلى سلك مسار مختلف”.
ومن المقرر أن يتوجه ترامب، الذي هدد باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية، إلى الشرق الأوسط حيث سيزور السعودية وقطر والإمارات في الفترة من 13 إلى 16 أيار.
ورداً على تعليقات ويتكوف، قال عراقجي امس السبت إنَّ إيران لن تقبل التنازل عن حقوقها النووية، والتي تشمل تخصيب اليورانيوم.
ويقول مسؤولون إيرانيون إنَّ طهران مستعدة للتفاوض بشأن بعض القيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساس بها في المحادثات.
واعتبر مسؤول إيراني كبير مقرب من فريق التفاوض أنَّ مطالب الولايات المتحدة المتمثلة في عدم تخصيب اليورانيوم وتفكيك المواقع النووية الإيرانية لن تساعد في تقدم المفاوضات، مشيراً إلى أنَّ ما تقوله الولايات المتحدة علناً يختلف عما يقال في المفاوضات.
وفي هذا السياق، استبعدت إيران تماماً التفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية، وتطالب المؤسسة الدينية بضمانات قاطعة بعدم انسحاب ترامب مرة أخرى من الاتفاق النووي.
وكان ترامب، الذي أعاد تطبيق سياسة أقصى الضغوط على طهران منذ شباط الماضي، قد انسحب خلال ولايته الأولى في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية في 2015 وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران.
ومنذ 2019 تنتهك إيران القيود النووية التي فرضها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بما في ذلك تسريعها تخصيب اليورانيوم بشكل كبير إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 في المئة تقريباً اللازم لصنع الأسلحة، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتؤكًد طهران منذ فترة طويلة أن برنامجها النووي سلمي.