أعلن الجيش السوداني أنّ قواته، مدعومة بالقوة المشتركة والمقاومة الشعبية، صدّت هجوماً واسعاً شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر من ثلاثة محاور، مستخدمة نحو 543 مركبة قتالية.
وأوضح الجيش أن الهجوم انطلق من معسكر زمزم ومناطق جنوب وشمال الفاشر، مشيراً إلى تكبيد المهاجمين خسائر فادحة شملت مقتل أكثر من 250 عنصراً، وتدمير 16 مركبة، والاستيلاء على 34 أخرى بينها عربات مصفحة، فيما لا تزال عمليات الحصر متواصلة.
وشهدت الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصعيداً جديداً مع قصف مدفعي مكثف شنته قوات الدعم السريع من مناطق شرق المدينة، مستهدفاً الأحياء الغربية ووسط المدينة، ما أدى إلى أضرار ميدانية متفرقة. وتستمر المواجهات المسلحة بين الطرفين وسط حصار تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ أيار/مايو 2024، علماً أنها آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور ما زالت تحت سيطرة الجيش.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني، حيث سُجّلت 63 وفاة على الأقل خلال أسبوع واحد نتيجة سوء التغذية، وفق مصدر في وزارة الصحة السودانية. وأوضح المصدر أن الوفيات وقعت بين 3 و10 آب ، ومعظم الضحايا من النساء والأطفال.
ووفق بيانات الأمم المتحدة، يعاني 40% من الأطفال دون سن الخامسة في الفاشر من سوء التغذية، بينهم 11% في حالة سوء تغذية حاد وشديد. وكانت المجاعة قد أُعلنت قبل عام في مخيمات النازحين المحيطة بالمدينة، وسط تحذيرات من امتدادها إلى داخل الفاشر، حيث يعيش نحو مليون شخص محاصرين بلا مساعدات وخدمات أساسية.

ويُذكر أن الحرب في السودان، التي تدخل عامها الثالث، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، وأفرزت ما تصفه الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.