السوداني: تهديدات إسرائيلية عبر "طرف ثالث"

WhatsApp Image 2025-12-28 at 8.05.55 PM

في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، يجد العراق نفسه مجدداً عند تقاطع مسارات التصعيد والوساطة معاً. فبين تحذيرات أمنية غير مباشرة تتصل بإسرائيل، ومحاولات ديبلوماسية لإعادة فتح قنوات الحوار بين طهران وواشنطن، تكشف بغداد عن سعي مزدوج لتجنيب أراضيها تداعيات المواجهات الإقليمية، وترسيخ دورها كوسيط قادر على خفض منسوب التوتر.

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في مقابلة تلفزيونية، إن بلاده تلقت "تهديدات إسرائيلية" وصلت عبر طرف ثالث، في أول إقرار رسمي من هذا المستوى بوجود رسائل تحذير غير مباشرة.

وأوضح السوداني أن هذه التهديدات "مستمرة"، مشيراً إلى أن الحكومة تعاملت مع الملف بحذر بالغ، بهدف منع انزلاق العراق إلى دائرة التصعيد أو تحويله إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. ولم يحدد السوداني طبيعة الجهة الناقلة لهذه الرسائل أو مضمونها، مكتفياً بالتأكيد على حساسية المرحلة ودقة الموازنة المطلوبة في التعامل معها.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل ومحور إيران، وما يرافقه من مخاوف عراقية من انتقال المواجهة إلى الداخل، سواء عبر استهداف مواقع أو شخصيات مرتبطة بفصائل مسلحة، أو من خلال ضربات استباقية قد تُبرَّر باعتبارات أمنية أو إقليمية أوسع.

بالتوازي، كشف السوداني عن مساعٍ عراقية لاستئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، مشيراً إلى تحرك لترتيب لقاء ثنائي محتمل بين الطرفين في بغداد. وأكد أن هذه الجهود تندرج ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة عام 2008 بين العراق والولايات المتحدة، والتي قال إنها لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية، بل تمتد إلى أدوار سياسية وديبلوماسية أوسع، تتيح لبغداد العمل على تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران.

وأوضح رئيس السوداني أن العراق بذل جهوداً متواصلة في هذا المسار، وكان في أكثر من محطة طرفاً في تهدئة التوتر بين الجانبين، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن استئناف الحوار يتطلب "تطمينات" إضافية. ولفت إلى أن الجانب الإيراني يرفض لغة التهديد والوعيد، ويطالب بوضوح أكبر في طبيعة الحوارات واللقاءات المقترحة.

وأكد السوداني أن بغداد أجرت تواصلاً على أعلى المستويات، وأنه لمس قبولاً مبدئياً لدى مسؤولين في الإدارة الأميركية بفكرة استئناف الحوار. وأضاف أن هذا الملف طُرح خلال لقاءات مع مسؤولين أميركيين، من بينهم المبعوث الأميركي لشؤون سوريا توم براك، مشيراً إلى أن العراق دعا واشنطن إلى الاستثمار في علاقاتها مع طهران وتوضيح مواقفها بشأن الملف النووي، بما يمهد لعودة جادة إلى طاولة المفاوضات.

وخلص رئيس الوزراء العراقي إلى أن هناك رغبة معلنة من الجانبين الأميركي والإيراني في استئناف الحوار، وإن كانت مشروطة، معتبراً أن ذلك يمنح العراق فرصة للقيام بدور تهدوي في لحظة إقليمية ضاغطة، يسعى فيها إلى حماية استقراره الداخلي ومنع امتداد الصراعات المحيطة إلى أراضيه.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: