بعد اغتيال إسرائيل عشرات العلماء النوويين الإيرانيين خلال المواجهة التي امتدت 12 يوما مع طهران قبل شهرين، كشفت مصادر مطلعة عن أن إيران عمدت إلى |إخفاء علمائها النوويين الناجين.
وقال مسؤول إيراني كبير إن معظم هؤلاء العلماء تركوا منازلهم ووظائفهم في الجامعات، ونُقلوا إلى أماكن آمنة في طهران أو المدن الساحلية الشمالية، حيث يعيشون مع عائلاتهم، وفق ما أفادت صحيفة التليغراف البريطانية.
"تركوا وظائفهم بالجامعات"
أضاف المسؤول: "معظمهم تركوا منازلهم، ونُقلوا إلى مواقع آمنة في طهران أو إلى الشمال". وأوضح أن "أولئك الذين كانوا يُدرّسون في الجامعات استبدلوا بأشخاص لا صلة لهم بالبرنامج النووي".
وفي السياق، أشار خبراء إسرائيليون إلى أن جيلًا جديدًا من العلماء النوويين الإيرانيين على أهبة الاستعداد لتولي عمل من قُتلوا بالفعل، ووصفوهم بـ"الرجال الميتين" أو "الموتى السائرين"، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تشمل توفير منازل آمنة وحماية على مدار الساعة.
كما أوضحوا أن إيران نظّمت برنامجها البحثي النووي بحيث يكون لكل فاعل أو عالم رئيسي نائب واحد على الأقل، يعملون ضمن مجموعات من اثنين إلى ثلاثة لضمان الاستمرارية في حالة الهجوم.
فيما أبدت مصادر إسرائيلية خشيتها من أن يكون بعض العلماء الناجين قد حلوا محل زملائهم القتلى في برنامج التسلح النووي الإيراني في منظمة الابتكار والبحث الدفاعي، المعروفة اختصارًا بالفارسية، SPND.
ويقال إن هؤلاء الخبراء يضمون علماء ذوي خبرة في مجال المتفجرات وفيزياء النيوترون وتصميم الرؤوس الحربية.
من جهته، اعتبر داني سيترينوفيتش، الرئيس السابق لمكتب الاستراتيجية الإيرانية في جهاز الاستخبارات الدفاعية الإسرائيلي، وهو فرع من الجيش الإسرائيلي، أن "الخبراء الإيرانيين المتبقين أمام خيار وحيد. فقد رأوا ما حدث لزملائهم".
كما أردف أن هؤلاء العلماء "سيشكلون الفريق التالي الذي سيعمل على امتلاك إيران قنبلة نووية، وبالتالي سيصبحون تلقائيًا أهدافًا لإسرائيل." وقال: "أي عالم يتعامل مع القضية النووية سيتم اغتياله أو تهديده بالاغتيال بلا شك".
وكانت إسرائيل عمدت خلال المواجهات التي تفجرت في 13 يونيو الماضي إلى اغتيال عشرات العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين، كما ضربت مواقع عسكرية عدة .فيما وجهت الولايات المتحدة ضربات قوية لمواقع ومنشآت نووية بارزة.