النووي وساحة الشرق الأوسط تحت المجهر

arakjiiran

وسط تصاعد التوتر على الساحة الدولية، تؤكد إيران تمسكها بموقفها الرافض للعودة إلى المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة ما لم تتراجع واشنطن عن ما تعتبره طهران "مطالب غير معقولة". خطوة تعكس انتقالًا من الدفاع إلى المواجهة، وربما الرهان على الوقت لإعادة صياغة واقع يخدم المصالح الإيرانية.

موقف ثابت ورسائل مباشرة

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يكرر موقفًا واضحًا: لا مفاوضات من دون تفاهم مسبق، ولا شروط تملى من الخارج.
ويشير المحلل السياسي محمد صالح صدقيان في حديث لسكاي نيوز عربية إلى أن الرسالة الإيرانية موجّهة مباشرة لواشنطن: استمرار موقفها الحالي يعني لا طاولة مفاوضات.

وأوضح أنّ الجولات الخمس السابقة من المحادثات، التي سبقت الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، كانت تبدأ بإيجابية لكنها كانت تتعثر عند العودة إلى واشنطن وتغيّر المواقف فيها، ما يعكس صعوبة الحفاظ على مسار تفاوض مستقر.

إيران لا تغلق الباب… بل تغيّر شروطه

ورغم لهجة عراقجي المتشددة، يلفت صدقيان إلى أن الهدف ليس قطع الحوار، بل إعادة ضبط قواعده.

مواقف المرشد علي خامنئي تصب في الاتجاه نفسه، إذ يعتبر المقاربة الأميركية "إملاءات" لا مفاوضات، مؤكدًا أن طهران مستعدة لحوار يقوم على مبدأ "رابح – رابح" ورفع العقوبات مع الحفاظ على برنامجها النووي.

الوقت.. أداة بيد الطرفين

إيران تراهن على الصمود اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، فيما تراهن واشنطن على فعالية العقوبات وآلية الزناد.
لا أحد يبدو مستعدًا للتراجع؛ ما يبقي التوتر في حالة استمرار وترقّب.

رهان على الجوار وتعزيز النفوذ الإقليمي

تستفيد إيران من موقعها الجغرافي وحدودها الممتدة مع 15 دولة لتعويض الضغوط الغربية، في وقت تتغير فيه معادلات المنطقة بعد أحداث سوريا ووقف النار في غزة، ما قد يفتح المجال أمام تسويات تشمل ملفات كاليمن.


رغم عودة العلاقات مع السعودية ودول خليجية أخرى، إلا أن ما بعد 7 تشرين الاول شكّل عامل توتر أعاق مسار التطبيع الكامل.
ويرى صدقيان أن تثبيت وقف النار في غزة قد يخلق أرضية جديدة لتعزيز الثقة وإعادة إطلاق التعاون الخليجي – الإيراني.

سيناريوهات مفتوحة

إيران اليوم في مرحلة دقيقة: تصرّ على برنامجها النووي، وتوسّع نفوذها الإقليمي، وتراقب واشنطن بتمهّل وتشدّد.

المعادلات قابلة للتغيير في أي لحظة، والرهان الأكبر يبقى على إدارة المصالح المتضاربة من دون الانزلاق إلى مواجهة أوسع تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: