أهم ما حقّقه الوثائقي الفرنسي الذي أُذيع أمس الأول على شاشة "فرانس 5" هو كشف حقيقة حزب الله بالوثائق والأرقام والوقائع وإثبات كونه مافيا إرهابية على مساحة عواصم غربية، مافيا تقوم بأعمال قذرة لتأمين إيرادات مالية طائلة تمكّنها من الاستمرار في أدوارها سواء في لبنان أو المنطقة.
الوثائقي أظهر الآتي :
- أولاً : إن حزب الله ليس مقاومةً بل مافيا مخدّرات بنت شبكة موسّعة من العلاقات في عواصم أوروبية من أجل تهريب الممنوعات والمتاجرة بها، ابتغاءً لأرباح مالية طائلة تمكّنها من تأمين تمويلها الذاتي.
- ثانياً : إن حزب الله الذي يُصدر في لبنان شهادات بالوطنية والعزة والكرامة للآخرين أبعد ما يكون عن النزاهة والكرامة وهو الذي تطارده السلطات الغربية مطاردة مذلّة وشائنة.
- ثالثاً : إن حزب الله والمخدّرات في حلف ثابت، ذاك الحلف الذي وصل الى حد تصنيع وبيع الكابتاغون وتصديره الى الدول الشقيقة والصديقة للبنان لمزيد من التخريب على علاقات اللبنانيين بتلك الدول ومضاعفة عزلة لبنان العربية والدولية.
- رابعاً : الوثائقي أكد على الطابع النفعي والمصلحي للحزب، وعلى زيف إدعاءاته بكونه مقاومة للاحتلال الإسرائيلي وحامي حمى لبنان واللبنانيين، لأن ما يقوم به الحزب من مخالفات وجرائم مرتكبة لا تدع مجالاً للشك بأنه عصابة مظلمة تدّعي المبادئ كمطية لارتكاب أفدح الجرائم وأبشعها.
- خامساً : ما نشره الوثائقي يظهر كيفية تأمين الحزب لاكتفائه الذاتي وكيفية إدارة استقلاليته عن راعيه الإقليمي نظام الملالي في طهران، وهو الذي بلغ دخله بين 2 و3 مليار دولار سنوياً من تجارته الممنوعة، ما مكّن الحزب من تمويل ميليشياته ومؤسسات دويلته كافةً على حساب الدولة ومؤسساتها الشرعية.
- سادساً : إن الوثائقي بإماطته اللثام عن أدوار وارتكابات الحزب الفظيعة، أعطى جواباً واضحاً لمَن لم يفهم بعد السبب الذي جعل لبنان يتعرّض لمقاطعة من أشقائه وأصدقائه، وقد أثبت الوثائقي خضوع لبنان للاحتلال الإيراني عبر تلك الميليشيا حيث أصبح البلد بكامله مختَطفاً منه وهو المتحكّم بمفاصله وصلاحيات المؤسسات وقرارات الدولة.
- سابعاً : الوثائقي أظهر علناً حقيقة دويلة حزب الله في قلب الدولة اللبنانية وسلطته في إجراء عمليات تهريب وسرقة وتقرير ما يناسبه من دون رادع ولا مراعاة لسيادة الدولة اللبنانية والقانون والمؤسسات، وأن أجندته السيطرة الديمغرافية والجغرافية والثقافية على لبنان تمهيداً لإلحاقه بالجمهورية الإسلامية في إيران كتابع لها ولأجندتها الإقليمية.
قد لا يكون الوثائقي الفرنسي قد أذاع سراً في مضمونه الا أنه "أكد المؤكد" حتماً وأزال أية شكوك بأن حزب الله ليس حزباً جديراً بالاحترام والثقة لأن نهجه المعوج وأساليبه الملتوية والفاسدة لتأمين إيراداته المالية في لحظة الشحّ المالي الإيراني، خير دليل على كونه أكثر من مافيا لا تتردّد في اللجوء الى الإرهاب إن أمّن ذلك أهدافها.
هذا الوثائقي دعوة للبنانيين ليعوا خطورة الحزب في المعادلة اللبنانية الداخلية، وبالتالي لاتخاذ موقف حازم وصارم منه انطلاقاً من التصرفات الخطيرة لشبكاته المأجورة على مساحة العالم.