وسط التصعيد الأخير الذي شهدته حرب الـ12 يوماً بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، طُرح مجددًا السؤال حول مصير اليورانيوم المُخصب، أحد أكثر الملفات حساسية في النزاع.
فبعد تخصيبه، يتحول اليورانيوم إلى مادة صلبة بنية اللون تُخزن داخل كبسولات معدنية محكمة الإغلاق، تُصنع من مواد مقاومة للتآكل والتسرّب الإشعاعي. وتُحفظ هذه الكبسولات في بيئة منخفضة الحرارة والرطوبة لضمان استقرارها، كما أنها صغيرة الحجم نسبياً ويمكن نقلها أو إخفاؤها بسهولة، ما يزيد من تعقيد الرقابة الدولية.
وفي هذا السياق، صرّح مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أن بلاده قد توافق على نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى إذا تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، مشيراً إلى أن ذلك لا يُعد “خطاً أحمر” بالنسبة لطهران، شرط أن يتم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي المقابل، نفت واشنطن صحة ما تم تداوله في تقارير إعلامية بشأن محاولة طهران إخفاء أو نقل مخزونها قبيل الضربات الأميركية الأخيرة. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه لا يعتقد أن إيران قامت بذلك، مشيراً إلى أن “نقل اليورانيوم أمر صعب وخطير جداً، فهو ثقيل للغاية، ولم يكن لديهم الوقت الكافي، لأنهم لم يعلموا أننا قادمون إلا في اللحظة نفسها”.
أضاف ترامب: “لم يتوقع أحد أن نستهدف ذلك الموقع لأنه كان يُعتقد أنه محصّن، وقد حاولوا الفرار بأنفسهم، ولم يُنقل أي شيء”.