بينما لا تزال نيران الحرب مشتعلة في أوكرانيا، ومع استمرار الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار، تواصل موسكو تحركاتها العسكرية في ما يصفه مراقبون بـ"التوغّل الممنهج" داخل الأجواء الأوروبية.
ويرى خبراء أن الطلعات الجوية الروسية الأخيرة لا يمكن اعتبارها بريئة، بل تُعد وسيلة لاختبار ردود فعل الدول الأوروبية واستشراف مدى استعدادها لأي صراعٍ محتمل في المستقبل، مؤكدين أن "انتصار روسيا في أوكرانيا ليس سوى البداية".
وأوضح الكاتب الأميركي جورج ويل، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن التحركات الروسية الأخيرة، سواء عبر الطائرات المقاتلة أو المسيّرة، "تندرج ضمن استراتيجية متعمّدة لجمع المعلومات الاستخباراتية وقياس التزام الغرب ووحدته".
وأشار إلى أن دولًا مثل ألمانيا، بولندا، رومانيا، وإستونيا تعرّضت لمضايقات روسية متكرّرة، رغم نفي موسكو لذلك.
ويصف الأوروبيون هذه التحرّكات بأنها جزء من ما يسمّى بـ"الحرب الهجينة" أو "حرب المنطقة الرمادية"، لكنّ ويل يؤكد أنّ "روسيا تشن حربًا فعلية، لا رمادية".
ويفترض ماسالا في سيناريوه أن أوكرانيا تُجبر على الاستسلام تحت ضغط صيني–أميركي، متنازلة عن أكثر من 20% من أراضيها، لتبدأ روسيا بعدها بالسيطرة على مدينة نارفا في إستونيا، قبل التوجّه نحو دول البلطيق الثلاث.
ويرى أن الكرملين يراهن على أن الولايات المتحدة لن تخوض حربًا لتحرير مدينة حدودية صغيرة في أوروبا الشرقية.
وانطلاقًا من هذا الطرح، يطرح جورج ويل سؤالًا محوريًا: "ماذا لو كان انتصار روسيا في أوكرانيا مجرد البداية؟ بداية لإضعاف الولايات المتحدة والغرب ككل؟"
ويستعيد الكاتب مشهد قمة ألاسكا، حين استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين وسط أجواء بروتوكولية دون تحقيق أي نتائج ملموسة بشأن الحرب، ليكثّف بوتين بعدها هجماته على أوكرانيا.
ويختم ويل تحليله بالقول إن "بوتين، بخبرته الطويلة في قراءة التردد الغربي، يدرك تمامًا حدود ردّ الفعل الأوروبي على موجاته العدوانية المتصاعدة".