بأسلوب حرب العصابات… تكتيكات “حماس” في معارك غزة

WhatsApp-Image-2024-07-13-at-4.21.38-PM

تعتمد حركة حماس على أسلوب حرب العصابات، وغالباً ما يتنكر مسلحوها في زي مدني ويختبئون داخل الأحياء السكنية ويخزنون أسلحتهم في شبكة طويلة من الأنفاق وفي المنازل والمساجد وتحت الأرائك، وحتى في غرف نوم الأطفال.

ويشير تحليل لصحيفة “نيويورك تايمز”، لمقاطع فيديو نشرتها “حماس” ومقابلات مع 3 من أعضاء “حماس”، وعشرات الجنود الإسرائيليين، الذين تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً، إلى أن “استراتيجية حماس تعتمد على مجموعة من العوامل وهي كالتالي:

  • استخدام مسلحي الحركة لمئات الكيلومترات من الأنفاق، التي فاجأ حجمها القادة الإسرائيليين، للتنقل في أنحاء غزة من دون أن يلاحظهم الجنود الإسرائيليون.
  • استخدام منازل المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المرافق الطبية ومكاتب الأمم المتحدة والمساجد، لإخفاء حركة المسلحين ومداخل الأنفاق والأفخاخ المتفجرة ومخازن الذخيرة.
  • نصب كمائن للجنود الإسرائيليين بواسطة مجموعات صغيرة من المسلحين الذين يرتدون ملابس مدنية، بالإضافة إلى استخدام المدنيين، بما في ذلك الأطفال، للقيام بدور الحراسة.
  • ترك علامات سرية خارج المنازل، مثل غطاء أحمر معلق من النافذة أو كتابات على الجدران، للإشارة لباقي مسلحي الحركة بوجود ألغام أو مداخل أنفاق أو مخابئ للأسلحة في الداخل.
  • إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، حتى على حساب المزيد من القتلى والدمار في صفوف المدنيين، من أجل توريط إسرائيل في معركة استنزاف تؤدي بالنهاية لزيادة الانتقادات الدولية ضدها”.

وتلفت الصحيفة إلى أن “قرار حماس بمواصلة القتال أثبت أنه كارثي بالنسبة للفلسطينيين في غزة”.

وتضيف: “مع رفض حماس الاستسلام، مضت إسرائيل قدماً في حملتها العسكرية التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 2% من سكان غزة قبل الحرب، وفق السلطات في غزة، وكذلك شردت ما يقرب من 80% من سكانها وألحقت أضراراً بمعظم المباني، وفق الأمم المتحدة”.

في المقابل، قتل نحو 350 جندياً إسرائيلياً في غزة منذ بداية الحرب، وفق الإحصاءات العسكرية، وهو عدد أقل بكثير مما توقعه المسؤولون الإسرائيليون مع بداية الحرب في تشرين الأول 2023.

وتُظهر العشرات من مقاطع الفيديو الدعائية لـ”حماس”، التي نشرتها الجماعة عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، مجموعات صغيرة من المسلحين، غالباً ما يرتدون بناطيل الجينز والسراويل الرياضية والصنادل الأحذية الرياضية وهم يخرجون من الأنفاق لالتقاط صور للدبابات وناقلات الجنود الإسرائيلية القريبة.

وبعدها يندفعون سيراً على الأقدام نحو الدبابات لزرع الألغام أو إطلاق قذائف صاروخية من المباني السكنية وإطلاق النار على الجنود ببنادق قنص.

وقال ضابط في “حماس”: “الحركة كانت تستعد لهذه اللحظة منذ العام 2021 على الأقل، عندما بدأت في زيادة إنتاج المتفجرات والصواريخ المضادة للدبابات، استعداداً لحرب برية، وتوقفت عن صنع عدد من الصواريخ بعيدة المدى”.

ووسّعت شبكة واسعة من الأنفاق، وخلقت نقاط دخول في المنازل في جميع أنحاء غزة تسمح للمسلحين بالدخول والخروج من دون أن يتم رؤيتهم من الجو.

وتم كذلك تجهيز الأنفاق بشبكة هاتف أرضي يصعب على إسرائيل مراقبتها، وتسمح للمسلحين بالاتصال حتى أثناء انقطاع شبكات الهاتف المحمول في غزة، والتي تسيطر عليها إسرائيل، وفقاً لما أكده هذا “الضابط” ومسؤولون إسرائيليون وصلاح الدين العواودة وهو عضو السابق في الحركة ومقاتل سابق في جناحها العسكري يعمل الآن محللاً مقيماً في إسطنبول.

وأكد الضابط التابع لـ”حماس” أنه “مع بداية الحرب، كان لدى حماس ما يكفي من المتفجرات بالإضافة إلى ما يكفي من الخضروات المعلبة والتمور ومياه الشرب التي يمكن أن تكفي مسلحيها لمدة 10 أشهر على الأقل”.

واتسعت شبكة الأنفاق إلى حد أنها مرت تحت مجمع كبير للأمم المتحدة وأكبر مستشفى في غزة، فضلاً عن الطرق الرئيسية وعدد لا يحصى من المنازل والمباني الحكومية.

وبعد 9 أشهر من بدء الحرب، يقول كبار المسؤولين الإسرائيليين إنهم لم يدمروا إلا جزءً صغيراً من شبكة الأنفاق تلك، وأن وجودها كان سبباً في عرقلة قدرة إسرائيل على تدمير “حماس”.

ويستطرد الضابط: “قوات الكوماندوز التابعة لحماس تم تدريبها أيضاً على البقاء في حالة تأهب وتركيز أثناء نقص الغذاء والماء”.

ويبين أنه قبل الحرب، كان يٌطلب من المسلحين في بعض الأحيان قضاء أيام في تناول حفنة من التمر فقط والجلوس لعدة ساعات من دون تحرك، حتى عندما كان مدربوهم يرشون الماء على وجوههم لتشتيت انتباههم.

ويتابع هذا الضابط: “مع بدء إخلاء مساحات شاسعة من غزة في تشرين الأول، بدأ مسلحو حماس بتفخيخ مئات المنازل التي توقعوا أن تحاول القوات الإسرائيلية دخولها”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: