أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حلّلها باحثون في جامعة ييل الأميركية استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها في غرب السودان، بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، الذي يغطي ثلث مساحة السودان، بعد حصار دام 18 شهرًا.

وأفاد تقرير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل بوجود 31 موقعًا يُرجّح بأنها تحتوي على جثث بشرية في أحياء سكنية، وحرم جامعي، ومواقع عسكرية. كما أظهرت الصور أن جزءًا كبيرًا من سكان المدينة "قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون".
وتوافرت شهادات ناجين وصلوا إلى مدينة طويلة المجاورة، تحدثوا فيها عن إعدامات ميدانية، وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم، وعمليات ضرب ونهب وخطف للمدنيين الفارين. وقالت حياة، أم لخمسة أطفال، إن "الشبان الذين كانوا معنا أوقفهم المسلحون في الطريق، ولا نعرف مصيرهم".
ووفق الأمم المتحدة، فقد فرّ أكثر من 65 ألف شخص من الفاشر، فيما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين من أصل نحو 260 ألفًا كانوا في المدينة قبل الهجوم الأخير.
وأعلنت قوات الدعم السريع عن توقيف عدد من عناصرها المتهمين بارتكاب انتهاكات، لكن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، شكك في جدية التزامها بالتحقيق، مؤكدًا أن مؤشرات استمرار القتل الجماعي "واضحة للعيان".