بدأت عملية التعافي البطيء من العطل التقني العالمي الذي ضرب أجهزة كمبيوتر تعمل بنظام ويندوز، الجمعة، بسبب خلل في تحديث برمجيات من شركة “كراود سترايك”، في وقت حذر فيه خبراء من المخاطر المستقبلية.
وقال خبراء: “التعافي الكامل قد يستغرق أسابيع، بعد أن تضررت الخدمات في عدة مطارات ومستشفيات وأماكن أخرى نتيجة أكبر انقطاع في التاريخ لأجهزة الكمبيوتر عن شبكة الإنترنت”.
وأكدوا أن “كل جهاز كمبيوتر متأثر قد يتعين إصلاحه يدوياً، واعتباراً من مساء الجمعة بدأت بعض الخدمات في التعافي تدريجياً”.
وأشاروا إلى أن “الانقطاع أبرز مخاوف تتعلق بعدم استعداد معظم الجهات الحكومية والخاصة التي تضررت لمثل هذه السيناريوهات”.
وشددوا على “ضرورة وجود خطط طوارئ، خاصة أن الأجهزة معرضة لأن تتعطل مرة أخرى، مع أهمية وجود نسخ احتياطية للمعلومات والبرامج”.
وقال أحد كبار مستشاري الأمن السيبراني تروي هانت: “حجم الانقطاع والعطل غير مسبوق”.
وذكر معهد تكنولوجيا المعلومات المعتمد في المملكة المتحدة (BCS)، أن “الأمر قد يستغرق أياماً وأسابيع حتى تتعافى الأنظمة، على الرغم من أن بعض الإصلاحات سيكون من الأسهل تنفيذها”.
وتعود الخدمات المقدمة في مختلف المجالات، من شركات طيران إلى قطاعات الرعاية الصحية والشحن والشؤون المالية، إلى العمل منذ الجمعة، بعدما أوقف العطل الرقمي العالمي أنظمة الكمبيوتر لساعات.
وتتعامل الشركات الآن مع تراكم الرحلات الجوية المؤجلة والملغاة وكذلك المواعيد الطبية والطلبيات التي لم تصل إلى وجهتها ومشكلات أخرى قد تستغرق أياماً لحلها. وتواجه الشركات أيضاً تساؤلات عن كيفية تفادي انقطاع الخدمات مستقبلاً بسبب التكنولوجيا التي يُفترض أن تحمي أنظمتها.
وتسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني العالمية كراود سترايك، وهي إحدى كبرى الشركات في القطاع، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل رحلات جوية واضطرار هيئات إعلامية إلى قطع البث ومنع المستخدمين من الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية أو الخدمات المصرفية.
وأعلنت شركة فيدكس العالمية لخدمات الشحن عن أنها “واجهت اضطرابات كبيرة في خدماتها”. كما تضرر بعض المشرفين المسؤولين عن مراقبة المحتوى عبر موقع فايسبوك.
وسلط العطل الضوء على شركة كراود سترايك، وهي شركة قيمتها 83 مليار دولار وغير ذائعة الصيت، لكن لديها أكثر من 20 ألف مشترك حول العالم، منهم شركة أمازون دوت كوم وشركة مايكروسوفت.
ولفت الرئيس التنفيذي للشركة جورج كيرتز إلى أن “خللاً رُصد في تحديث محتوى فردي لخوادم استضافة نظام ويندوز أثر في عملاء مايكروسوفت”.
وأضاف كيرتز: “آسفون جداً على الأثر الذي سببناه لدى العملاء والمسافرين وأي شخص تأثر بهذا، بما في ذلك شركتنا”.
وتابع: “يعيد كثير من العملاء تشغيل النظام ويُفتح النظام ويعود إلى العمل”.
وكان السفر الجوي الأسرع تضرراً من العطل إذ تعتمد شركات الطيران على جدولة سلسة، والتي عند انقطاعها يمكن أن تؤدي إلى تأخيرات طويلة. ومن بين أكثر من 110.000 رحلة تجارية مجدولة الجمعة، تم إلغاء 5 آلاف رحلة على مستوى العالم.
ولفتت إدارات عدة مطارات من لوس أنجليس إلى سنغافورة وأمستردام وبرلين إلى أن “شركات الطيران كانت تقوم بتسجيل الركاب ببطاقات صعود مكتوبة بخط اليد، ما تسبب في تأخيرات”.
وحذرت بنوك وشركات خدمات مالية العملاء من “الاضطرابات”، وتحدث متداولون في الأسواق عن “مشاكل في تنفيذ المعاملات”. وقد تواجه شركات التأمين مجموعة كبيرة من المطالبات الناتجة عن اضطراب الخدمات.
وأبلغت مع مرور اليوم، المزيد من الشركات عن العودة إلى الخدمة الطبيعية.
وأثار العطل أيضاً مخاوف من أن كثيراً من المنظمات ليست مستعدة جيداً لتنفيذ خطط طوارئ عند تعطل نظام لتكنولوجيا المعلومات أو برنامج داخلها قادر على التسبب في توقف النظام بأكمله.
ويقول خبراء: “هذا الانقطاع سيحدث مجدداً إلى حين دمج مزيد من خطط الطوارئ في الشبكات واستخدام المنظمات أدوات احتياطية أفضل”.