لا تزال تداعيات السقوط السريع لنظام بشار الأسد في سوريا مستمرة، فلم تمض ساعات على إعلان سيطرة الفصائل السورية على العاصمة دمشق حتى خرجت القوات الإسرائيلية للسيطرة على مساحات من المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، واحتلال منطقة جبل الشيخ، فيما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الأمر بالعملية “المحدود والخطوة الموقتة”.
ومع اختفاء الرئيس بشار الأسد وقوات جيشه والأمن الإيراني، تعالت التساؤلات حول مستقبل سوريا في الفترة المقبلة، وما إذا كانت إيران ستحتفظ ببعض النفوذ داخل الأراضي السورية.
وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد محمود محيي الدين إن “الأزمة في الشرق الأوسط متصاعدة منذ يوم 7 تشرين الأول من العام الماضي، مع اندلاع الأحداث في غزة وبدء العمليات الإسرائيلية المستمرة في المنطقة”.
وأضاف اللواء محمود محي الدين أنه يتصور أن “الأحداث المتسارعة في سوريا كانت نتاج توافقات إقليمية تحت إشراف أميركي، حيث تم تمرير هذه التوافقات بصورة مؤسسية ما بين أجهزة الاستخبارات وإشراف القيادة المركزية الأميركية”.
وحول انسحاب الفصائل الإيرانية من سوريا، قال الخبير الأمني إنه “لم يكن انسحابا تكتيكيا كما يعتقد البعض، مؤكدا أن التواجد الإيراني على الأراضي السورية انتهى إلى الأبد”.
واستشهد الخبير المصري في ذلك بعدم قدرة إيران على إجلاء حليفها بشار الأسد خارج البلاد، وأن من قام بإجلائه في النهاية هو الجانب الروسي.
أما بخصوص الموقف الإسرائيلي من الأحداث المتسارعة في سوريا، فقال الخبير المصري إن “إسرائيل لديها أهداف معلنة فيما يتعلق بضم الجولان، وأن الرئيس الأميركي اعترف بضم إسرائيل للجولان كاملا، وليس جزءا منه”.
وأضاف اللواء محيي الدين أن “هضبة الجولان تبدأ من بحيرة طبرية وتمتد في عمق 24 كيلومترا باتجاه الأراضي السورية، وتحتل إسرائيل جزءا منها في الجنوب، بينما الجزء الأعلى منها كان موقعا لقوات الدفاع الجوي السوري حتى انسحبت منها يوم أمس، الأمر الذي دفع إسرائيل للتوغل بعمق 18 كيلومتراً داخل الأراضي السورية في الحال، بإجمالي مساحة 235 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل ثلثي قطاع غزة، ما يعد خسارة كبيرة للسوريين”.
واعتبر أن “هذا الأمر جعل العاصمة السورية دمشق مهددة إسرائيليا للأبد، مؤكدا أن التصريحات الإسرائيلية بوصف هذا التوغل “احتلالا مؤقتا” غير صحيحة”، مضيفاً: “خلال أسبوع سيكون هذا الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية ثابتاً، وخلال 5 سنوات سيتحول إلى احتلال دائم ونهائي للأرض السورية”.