أعلنت المحكمة الدستورية في تايلاند الثلثاء تعليق مهمة رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا، مع فتح تحقيق بشأن سلوكها في إطار خلاف ديبلوماسي مع كمبوديا.
وأفاد بيان بأن “المحكمة الدستورية، وغالبية 7 مقابل 2، تعلّق مهمة رئيسة الوزراء اعتبارًا من الأول من تموز إلى حين صدور حكم المحكمة الدستورية”، وذلك بعدما تقدّم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين بدعوى تتهم شيناواترا بانتهاك الأخلاقيات الوزارية في إطار نزاع حدودي مع كمبوديا.
وتطور نزاع حول الأراضي قائم منذ مدة طويلة إلى مواجهات عبر الحدود في أيار، أودت بحياة جندي كمبودي.
وعندما اتصلت بايتونغتارن برئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين لبحث التوترات، خاطبته بـ”العم”، في حين وصفت قائدًا عسكريًا تايلانديًا بأنه “خصمها”، بحسب تسجيل مسرّب للمكالمة أثار ردود فعل غاضبة.
ويتهمها النواب المحافظون بالخضوع لكمبوديا، وتقويض الجيش، وخرق مواد دستورية توجب “النزاهة الواضحة” و”المعايير الأخلاقية” في أوساط الوزراء.
وانسحب حزب رئيسي من ائتلاف بايتونغتارن، متهما رئيسة الوزراء، البالغة 38 عامًا والمنتمية إلى سلالة حاكمة، بالخضوع لكمبوديا وتقويض الجيش التايلاندي، ولم يترك لها سوى أغلبية برلمانية ضئيلة.
ونزل آلاف التايلانديين المناهضين للحكومة إلى شوارع بانكوك، السبت، للمطالبة باستقالة رئيسة الوزراء على خلفية المكالمة المسربة التي أثارت غضبًا شعبيًا وشكوكا بشأن قيادتها.
واحتشد حوالي 10 آلاف متظاهر، السبت، في الشوارع المحيطة بنصب النصر التذكاري في العاصمة، ملوحين بأعلام البلاد وحاملين لافتات كتب على بعضها: “ارحلي يا … خبيثة”.
وصعد أحد المتظاهرين إلى المنصة وهتف: “لقد ارتكبت خيانة يا رئيسة الوزراء”.
وكان معظم المتظاهرين من كبار السن، يقودهم ناشطون مخضرمون من حركة “القمصان الصفراء” التي ساهمت في إطاحة والد بايتونغتارن، تاكسين شيناواترا، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ومن بين منظمي التظاهرة أحد حلفاء تاكسين السابقين، الذي أصبح الآن من أشد منتقديه.
وقال أحد المتظاهرين، ويدعى سيري سوانغموي (70 عامًا)، وقد جاء في حافلة ليلاً من شمال البلاد للمشاركة في التظاهرة: “أنا هنا لحماية سيادة تايلاند، ولأقول إن رئيسة الوزراء غير مؤهلة”.
وتابع: “بعدما سمعت المكالمة المسربة أدركت أنني لا يمكن أن أثق بها”، مضيفًا: “لقد مررت بالعديد من الأزمات السياسية، وأعلم إلى أين سيفضي هذا الأمر، إنها مستعدة للتنازل عن سيادتنا”.