أشار مسؤولون أميركيون، إلى أن "زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، لا يختبئ في رفح جنوب غزة"، لافتين إلى أن "هذه المعلومات الاستخباراتية يمكن أن تقوّض المبرر الإسرائيلي للعمليات العسكرية الكبرى في المدينة"، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
ويقول مسؤولون أميركيون إن "وكالات المخابرات الإسرائيلية تتفق مع التقييم الأميركي بأن السنوار وغيره من قادة حماس لا يختبئون في رفح، على الطرف الجنوبي من غزة".
وترجّح وكالات التجسس في البلدين، أن "السنوار لم يغادر أبداً شبكة الأنفاق تحت خان يونس، المدينة الرئيسية التالية في الشمال"، وفق مسؤولين أميركيين تحدثوا للصحيفة شرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تقييمات استخباراتية حساسة.
وذكر مسؤولان مطلعان على الأمر سابقاً، أن "تقييمات استخباراتية حديثة تشير إلى وجود السنوار في أنفاق تحت الأرض في منطقة خان يونس، على بعد حوالي 5 أميال شمالي رفح"، بينما أكد مسؤول ثالث أن "السنوار لا يزال في غزة"، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
وأشارت الصحيفة إلى أن "السنوار ونائبه، قائد الجناح العسكري محمد الضيف، لا يزالان بعيدا المنال، على الرغم من الادعاءات المتكررة من قبل المسؤولين الإسرائيليين أن الجيش الإسرائيلي كان يضيق الخناق عليهما".
ولم يتمكن المسؤولان اللذان تحدثا إلى الصحيفة من تحديد مكان وجود السنوار بدقة حالياً، لكنهما استشهدا بالتقييمات الاستخباراتية التي تشير إلى وجوده تحت الأنفاق في خان يونس.
وتُعتبر شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لـ"حماس" أعمق تحت خان يونس، إذ تصل إلى 15 طابقاً في بعض الأماكن، كما أن السنوار "محميّ أيضاً من طرف مجموعة من الرهائن الإسرائيليين الذين يستخدمهم كدروع بشرية لثني القوات الإسرائيلية عن مداهمة موقعه أو قصفه، وفق مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
وجعلت إسرائيل من القضاء على السنوار عنصراً أساسياً في هدفها المتمثل في تدمير "حماس".
ويعتقد مسؤولون أن "وكالات الاستخبارات الإسرائيلية لديها معلومات جيدة أو أفضل عن موقع السنوار، لكنهم أصروا على أن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل كل ما تعرفه".
ونشر الجيش الإسرائيلي في شهر شباط، لقطات لما قال إنه السنوار يسير عبر نفق مع عدد من أفراد الأسرة، وهي المرة الأولى التي شوهد فيها على ما يبدو منذ اختبائه قبل الهجوم المدمر في 7 تشرين الأول الذي اتهم بتدبيره، ما أدى إلى اندلاع الحرب المستمرة في غزة".
ويحاول المسؤولون الأميركيون إقناع إسرائيل بكبح عمليتها العسكرية في رفح وما حولها، خوفاً من الخسائر في صفوف المدنيين التي قد تنجم عن هجوم واسع النطاق على المدينة، التي لجأ إليها المدنيون الفلسطينيون ومسلحو "حماس"، وفق الصحيفة.
ونزح أكثر من مليون من سكان غزة إلى رفح منذ بدء الحرب قبل أكثر من 7 أشهر لكن مسؤولين بالأمم المتحدة، قالوا الأحد، إن "نحو 300 ألف فروا خلال الأسبوع الماضي وسط أوامر إخلاء موسعة ومخاوف متزايدة من أن إسرائيل قد توسع نطاق العملية العسكرية التي تستهدفها، بعد أن سيطرت بالفعل على المعبر الحدودي لرفح مع مصر".
وظلت الولايات المتحدة منذ بداية الصراع، تزود إسرائيل بمعلومات استخباراتية عن مسؤولي "حماس"، بما في ذلك السنوار ومحمد ضيف، زعيم جناحها العسكري.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه "إذا تمكنت إسرائيل من قتل أي من هذين الزعيمين الكبيرين، فستكون الحكومة الإسرائيلية قادرة على اعتبار ذلك نصراً رئيسياً واستخدامه كسبب لكبح العمليات العسكرية"، وفق الصحيفة.
ولا يعتقد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن "السنوار، الذي يُنظر إليه على أنه أحد مهندسي الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول، أو غيره من كبار قادة حماس كانوا يختبئون في رفح"، وفق ما نقله بعضهم، وقالوا إن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت الإسرائيليين أنه لا ينبغي استخدام ملاحقة السنوار كمبرر لشن هجوم على رفح".
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، لهيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة "كان"، السبت، إن "إسرائيل ستقضي على السنوار لأن هذا ما يجب أن يحدث بعد ما فعله".
وعما إذا كان زعيم حماس في غزة محاصرا بالرهائن، قال هنغبي إنه "ليس لديه معلومات حول هذا الموضوع".
وعلقت الولايات المتحدة بالفعل بتعليق شحنة أسلحة بسبب مخاوف من إمكانية استخدام القنابل الثقيلة في رفح، وهو الضغط الأكثر دراماتيكية الذي مارسه البيت الأبيض على إسرائيل منذ بداية الصراع.
وبينما أوضحت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أنها "لن توقف شحنات الأسلحة الدفاعية، مثل ذخائر الدفاع الجوي"، فقد حذر بايدن من "وقف إضافي لتسليم الأسلحة إذا شنت إسرائيل هجوماً كبيراً على رفح".