يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة تنطوي على رهانات تتخطى بكثير اتّفاقاً بشأن موارد كييف من المعادن الاستراتيجية.
ومن المقرّر أن يستقبل ترامب زيلينسكي قرابة الساعة 11,00 (16,00 ت غ)، في وقت تسعى كييف للحصول على دعم بوجه الغزو الروسي المستمر منذ شباط 2022، على الرغم من أن ترامب تخلّى تماماً عن سياسة سلفه جو بايدن القاضية بمساندة كييف واختار التقرّب من بوتين.
ولطّف ترامب يوم الخميس من نبرته حيال زيلينسكي مقلّلاً من شأن الانتقادات اللاذعة التي وجّهها إليه الأسبوع الماضي ونعته فيها بأنّه “دكتاتور”.
وقال ردّاً على أسئلة الصحافيين بهذا الصدد: “هل قلت هذا؟ لا يسعني أن أصدق أنني قلت هذا”، قبل الانتقال بسرعة إلى سؤال ثانٍ. وأكّد لاحقاً أن “لديه الكثير من الاحترام لزيلينسكي”.
وقد يكون هذا التبدّل في خطاب المطوّر العقاري السابق الذي يعتمد نهج “الصفقات” حتى في السياسة والديبلوماسية، على ارتباط بالاتّفاقية التي يتوقّع إبرامها بين البلدين خلال هذه الزيارة.
وستمكّن هذه الاتّفاقية الإطارية الولايات المتحدة من الوصول إلى موارد أوكرانيا من المعادن الاستراتيجية والنادرة واستغلالها، وهو ما يطالب به ترامب لقاء المساعدة العسكرية والمالية التي قدّمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ 3 سنوات.
وقال ترامب البالغ الخميس: “سنحفر ونحفر ونحفر”.
غير أن الاتّفاقية لا تستجيب للمطالب التي أعرب عنها ترامب بالأساس، إذ لا تتضمّن أي إشارة إلى مبلغ 500 مليار دولار الذي ذكره ترامب سابقاً مطالباً باستعادته، بل تنص على صندوق استثمار مشترك في المعادن والمحروقات.
كما أن النص لا يلحظ أي ضمانات أمنية كانت كييف تطالب بها.
لكن غرايسلين باسكارات وميريديث شوارتس من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أوضحتا في مذكرة أن “الفكرة هي أنّه من خلال استثمار مشترك في موارد البلاد، فإن الولايات المتحدة ستبقى معنية بضمان الأمن والاستقرار” في أوكرانيا.
وقال ترامب نفسه الخميس إن “هذه الاتّفاقية ستكون بمثابة “شبكة أمان”””.
أضاف: “لا أعتقد أن أيا كان سيبحث عن مشاكل إن كنا (في أوكرانيا) مع عدة عمال لاستغلال الموارد المعدنية”.
وتحتوي أوكرانيا على حوالي 5% من الموارد المعدنية العالمية بحسب الأرقام المتوافرة، غير أن المعادن التي تهم ترامب لم يتم استغلالها حتى الآن، ويصعب استخراجها أو أنّها تقع في المناطق التي تحتلّها روسيا.
لكن الرهانات خلف زيارة زيلينسكي تتخطّى المنغانيز والغرافيت اللذين تزخر بهما بلاده.
وراقبت أوكرانيا وأوروبا عموماً بقلق كبير التقارب بين ترامب وبوتين اللذين أجريا مكالمة هاتفية مطولة في 12 فبراير وباشرا مفاوضات ثنائية لوضع حد للحرب في أوكرانيا، مع إبداء ترامب عزماً على المضي قدماً بخطى سريعة.
وردّد ترامب الخميس أنّه “يثق في بوتين عاى الرغم من تحذيرات لندن وباريس المتكرّرة بشأن هشاشة أي هدنة لا تترافق مع تدابير مراقبة وأمان متينة تضمنها الولايات المتحدة”.
ولفت إلى أنّه “على قناعة بأن بوتين “سيفي بوعده” في حال التوصّل إلى وقف إطلاق نار”.
ويرفض ترامب اعتبار موسكو مسؤولة عن الحرب، بل حمل أوكرانيا المسؤولية. وأغلق الباب تماماً أمام طلب كييف الانضمام إلى الحلف.
لكن ترامب اعتبر الخميس أنّه “في حال التوصّل إلى اتّفاق سلام فقد تستعيد كييف بعض المناطق”.
وقال: “سنحاول استعادة ما أمكن مقرّاً بأن القوّات الأوكرانية مهما قلنا، قاتلت ببسالة كبيرة”.