أثار ظهور كدمات جديدة على اليد اليسرى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، على غرار يده اليمنى، تساؤلات جديدة بشأن صحته بعد نحو عام من أدائه اليمين الدستورية كأكبر رئيس سناً في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي سلسلة من فعالياته الأسبوع الماضي، لوحظت تغيرات في لون الجلد وكدمات خفيفة على ظهر يد ترامب اليسرى، إضافة إلى الكدمة الأكثر وضوحاً على يده اليمنى التي ظهرت منذ أشهر.
وأكد خبراء أن "تلك الكدمات لا تدعو للقلق لأنها أمر شائع لدى كبار السن، لكنهم حذروا من إحجام ترامب عن الإفصاح عن معلومات بشأن صحته، داعين إلى المزيد من الشفافية والتدقيق".
وتمثل الكدمة الجديدة على يده اليسرى أحدث تطور غذى التكهنات بشأن صحته منذ عودته إلى البيت الأبيض، خصوصا أن ترامب دائماً ما يتفاخر بحيويته وصحته.
وزعم البيت الأبيض أن "ترامب أُصيب بتلك الكدمات نتيجة المصافحة المستمرة، إلى جانب تناوله المنتظم للأسبرين".
فيما أكد خبراء طبيون راجعوا الصور أن "تغير لون يد ترامب اليسرى لا علاقة له بالمصافحة، لأن ترامب أيمن اليد ويصافح باليد اليمنى، لكن عمره ونظامه الدوائي الذي يشمل الأسبرين قد يفسران الأمر".
وأكد الطبيب جوناثان راينر أن "الكدمات قد تكون مجرد حادث عابر كاصطدام بشيء ما، أو نتيجة الأسبرين الذي يجعل الشخص أكثر عرضة للنزيف".
وفاز ترامب في الانتخابات العامة الماضية، جزئياً، عبر إثارة مخاوف الناخبين بشأن عمر الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وقدرته الذهنية والبدنية على تولي المنصب.
وسخر ترامب مرات عدة من صحة بايدن (83 عاماً) ورفض أي مقارنة بينهما على الرغم من تقارب السن، وقال في إحدى فعالياته: "هل تعتقدون أن بايدن يستطيع فعل ذلك"؟
ولم ينج ترامب نفسه من تساؤلات صحية، إذ أظهرت صور انتشرت في الصيف الماضي تورماً في ساقيه، وبعدها أعلن البيت الأبيض عن أنه "شخص بحالة قصور وريدي مزمن".
وفي تشرين الأول الماضي، أعيد ترامب إلى مستشفى والتر ريد، بعد فحصه الطبي في نيسان، لإجراء فحص مفاجئ وصفه البيت الأبيض بـ"الروتيني"، قبل أن يكشف لاحقاً عن أنه "خضع للتصوير بالرنين المغناطيسي".
وأثار هذا الفحص الغامض، الذي قال ترامب إن "نتائجه مثالية"، قلقاً بعد أن أبلغ الصحفيين أنه "لا يعرف أي جزء من جسده جرى تصويره، ما أثار تساؤلات بشأن سبب طلب الأطباء إجراء هذا الفحص".
وبعد أسابيع، أكّد طبيب ترامب شون باربابيلا في مذكرة أن "الفحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي استهدف الجهازين القلبي والوعائي والبطن"، مؤكداً أن "النتائج كانت طبيعية"، ومفسراً خضوع ترامب لهذا الفحص بأنه "ينتمي إلى الفئة العمرية التي تستفيد من تقييم شامل لصحة القلب والبطن".
وبعدها بدا ترامب كأنه غفا لفترة وجيزة خلال فعالية في المكتب البيضاوي الشهر الماضي، ونفى البيت الأبيض أخذ ذلك.
واعتبر المؤرخ الرئاسي والباحث في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا، تيموثي نفتالي، أن "إصرار ترامب على إظهار صورة الحيوية الدائمة يجعل أصغر مظاهر الوهن محل تدقيق شديد".