تتبع الصين تكتيكاً جديداً في حرب المعلومات في الصين من خلال مضايقة طفلة أحد المعارضين للنظام الصيني والذي يعيش في الولايات المتحدة، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.
وأوضحت الصحيفة، الخميس، أن “الحملة السرية لاستهداف الكاتب الصيني البارز الذي يعيش الآن في المنفى في ضواحي فيلادلفيا دنغ يوين، امتدت لتشمل تهديدات ذات إيحاءات جنسية ضد ابنته البالغة من العمر 16 عاماً”.
وأشارت إلى أن “دنغ يوين دأب على انتقاد الصين وزعيمها الاستبدادي شي جين بينغ”، موضحة أن “رد فعل الصين في الآونة الأخيرة قاسياً، إذ شنت هجمات شخصية فظة ومنذرة بالسوء عبر الإنترنت”.
وذكرت أن “الأمر لم يتوقف على مهاجمة شبكة دعاية سرية مرتبطة بأجهزة الأمن الصينية لدينغ فحسب، بل أيضاً ابنته المراهقة بمنشورات تحمل تهديدات وتلميحات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفق باحثين في كل من جامعة كليمسون وميتا، التي تمتلك فيسبوك وإنستغرام”.
وظهر المحتوى، الذي نشره مستخدمون بهويات مزيفة، في ردود عبر منشورات دينغ عبر منصة “أكس”، وكذلك حسابات المدارس العامة في مجتمعهم، إذ تم تصوير الابنة، البالغة من العمر 16 عامًا، بشكل زائف وهي تتعاطى المخدرات وتشعل حريقاً وتقوم بالجنس”.
وقال دينغ عن الهجمات عبر الإنترنت، متحدثاً باللغة الصينية الماندرين في مقابلة، “حاولت حذف هذه المنشورات، لكنني لم أنجح، لأنك تحاول اليوم حذفها وغداً تظهر غيرها”.
وتشير الصحيفة إلى أن “هذه المضايقات تتناسب مع نمط من الترهيب عبر الإنترنت تتبعه الصين ضد معارضيها بالخارج وأثار مخاوف في واشنطن، وكذلك في كندا ودول أخرى حيث أصبحت الهجمات الصينية وقحة بشكل متزايد”.
وأضافت الصحيفة، “تضمنت الحملة آلاف المنشورات التي ربطها الباحثون بشبكة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة باسم Spamouflage أو Dragonbridge، وهي ذراع لجهاز الدعاية الضخم في الصين”.
وكثفت أجهزة الدعاية الصينية هجماتها ضد الولايات المتحدة على نطاق أوسع، بما في ذلك الجهود المبذولة لتشويه سمعة الرئيس الأميركي جو بايدن، قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، بحسب الصحيفة.
وقال مدير المكتب الفيدرالي كريستوفر أ. راي، “يصدرون جهود القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، إذ يستهدفون ويهددون ويضايقون أولئك الذين يجرؤون على التشكيك في شرعيتهم أو سلطتهم حتى خارج الصين، بما في ذلك هنا في الولايات المتحدة”.
واستطرد وراي أن “الصين تمارس ضغطًا مكثفًا يشبه ضغط المافيا تقريبًا لمحاولة إسكات المنشقين الذين يعيشون الآن بشكل قانوني في الولايات المتحدة، بما في ذلك الأنشطة عبر الإنترنت وخارجها، مثل نشر منشورات بالقرب من منازلهم”.
وذكر المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو، في بيان أنه “ليس على علم بقضية دنغ وليس لديه تعليق”، مضيفاً أن “مجلس الدولة الحكومي أصدر لوائح في الصين العام الماضي لحماية سلامة المراهقين على الإنترنت”.