جسر سري بين روسيا وإيران.. لتبادل الأسلحة؟

Russia iran

أثارت رحلات سرية لطائرات نقل عسكرية روسية بين موسكو وطهران شكوكًا حول احتمال تزويد روسيا لإيران بطائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي متقدّمة، في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

وذكر موقع Defense Security Asia المتخصّص في الشؤون الدفاعية والعسكرية، أنّ طائرة الشحن الثقيلة الروسية "أنتونوف آن-124 روسلان" — وهي من أكبر طائرات النقل العسكري في العالم — هبطت بشكل "غامض" و"سري" عدّة مرات في مطار مهرآباد الدولي بطهران، وكان آخرها يوم الأحد.

وأوضح الموقع أنّ هذا الهبوط، الذي لم تعلنه موسكو ولا طهران، أثار تكهّنات بشأن احتمال نقل أنظمة أسلحة روسية متطورة إلى إيران.

ونقل الموقع عن مراقبين قولهم إن توقيت الرحلات، الذي يأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد التنسيق بين القوتين الخاضعتين للعقوبات الغربية، قد يشير إلى مرحلة جديدة من التحالف العسكري بين البلدين.

وأكد المصدر أنّ هبوط طائرة "آن-124" لم يكن حدثًا منفردًا، بل جزءًا من سلسلة رحلات عسكرية انطلقت من روسيا إلى إيران خلال الأسابيع الستة الماضية. ووفقًا لمحللين في مصادر مفتوحة، تمّ رصد ما لا يقل عن ثلاث رحلات لطائرتي "آن-124" و"إي إل-76" بين الأول والسابع من أكتوبر، انطلقت من مطارات إيركوتسك وموسكو وأوليانوفويسك، وجميعها مرتبطة بمجمّعات صناعية عسكرية روسية.

وأظهرت صور أقمار اصطناعية لمطار مهرآباد نشاطًا غير معتاد على المدرج، شمل شاحنات وقود ومركبات نقل بضائع تحيط بطائرة "آن-124" تحت حراسة عناصر من الحرس الثوري الإيراني.

كما رُصدت رحلات أخرى في 13 و23 تشرين الاول، إلى جانب عملية تسليم إضافية بين 30 تشرين الاول و1 ايلول، تزامنت مع اختبارات صاروخية باليستية إيرانية، بحسب الموقع، الذي قدّر أنّ هذه الرحلات قد نقلت مئات الأطنان من المعدات العسكرية الحساسة.

ويرجّح أن تكون هذه الشحنات قد شملت مكونات من منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400 تريومف" ومقاتلات "سو-35 فلانكر-إيه"، إضافة إلى طائرات التدريب "ياك-130" وحواضن الحرب الإلكترونية ومكونات خاصة ببرنامج الصواريخ الإيراني.

منظومة "إس-400"

تُعد "إس-400" من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في الترسانة الروسية، إذ صُمّمت لاعتراض المقاتلات الشبحية والصواريخ المجنحة والأهداف الباليستية على مدى يصل إلى 400 كلم وارتفاع 30 كلم، وتُطلق صواريخها بسرعات تفوق سرعة الصوت.

وفي حال حصلت طهران على هذه المنظومة، فإنها ستُحدث تحولًا جذريًا في قدرات الدفاع الجوي الإيراني، خصوصًا في حماية المنشآت النووية في نطنز وفوردو وبوشهر.

وترى وكالات استخبارات غربية أن تشغيل هذه المنظومة في إيران قد يؤدي إلى فرض عقوبات أميركية جديدة بموجب قانون CAATSA المتعلّق بصادرات السلاح الروسي. وتشير مصادر إيرانية إلى خطط لتسليم أربع كتائب من منظومة "إس-400"، مع توقّع بدء تشغيلها بحلول منتصف عام 2026، وفق الجدول الزمني الذي يتماشى مع الرحلات الأخيرة.

مقاتلات "سو-35 فلانكر-إيه"

تُعد "سو-35" مقاتلة متعددة المهام تجمع بين قدرات مناورة عالية وإلكترونيات طيران متقدّمة. تستطيع اكتشاف عن أهداف على مسافة تصل إلى 400 كلم، ومهاجمة طائرات عدّة في آن واحد، وتحمل ما يصل إلى ثمانية أطنان من الذخائر بسرعة تبلغ 2.25 ماخ ونطاق قتالي يقارب 1600 كلم.

ويمثل حصول إيران عليها قفزة نوعية في قدراتها الجوية التي ما زالت تعتمد على أسطول قديم من الطائرات القتالية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: