جيل الشباب الصيني… صوت مدافع عن الأقليات

WhatsApp-Image-2024-07-13-at-7.16.46-PM

بات الجيل الجديد من الشباب الصيني في الخارج صوتاً للتحدي في وجه الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، ولم يعد يكتفي بمعارضة سياسة الحزب بل بات صوتاً مدافعاً عن الأقليات والمرأة والمثليين.

ولفتت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير، إلى أنه “مع ظهور وباء كورونا، أدت حملة الحزب إلى القضاء على المجتمع المدني ودفعت الكثير من النشطاء الصينيين إلى الخارج”.

ومن بين نشطاء الصين في الخارج، ري شيا، 27 عاماً، التي بدأت صحوتها السياسية في الصين، لكن حياتها المهنية الناشطة هناك لم تدم طويلاً.

وفي أواخر العام 2022، بعد انضمامها إلى احتجاجات واسعة النطاق ضد قيود كوفيد-19 الصارمة في بكين، احتجزت لأكثر من 5 أسابيع وأفرج عنها بكفالة.

وفي العام الماضي، عندما تدفق الآلاف إلى شوارع شنغهاي في عيد الهالوين، لفّت نفسها بأوراق بيضاء في تعبير رمزي ضد الرقابة خلال الاحتجاجات التي اندلعت قبل عام، وتم احتجازها مرة أخرى، هذه المرة لمدة 4 أسابيع.

وفي شباط، غادرت الصين إلى أوروبا، وأصبحت ناقدة صريحة للحكم الشمولي للحزب الشيوعي، وهي جزء من الشتات الصيني المتنامي من الناشطين الشباب الفار من تضييق مساحة التعبير في الصين.

وتقول شيا: “في الصين، كان الشعور السائد هو الشعور بالعجز، ولم أتمكن من فعل أي شيء وكنت مكتئبة سياسياً، في الخارج، هناك الكثير للقيام به، ومن الصعب مواكبة ذلك”.

وتملأ أيامها الآن بالمحادثات العامة والمناقشات عبر الإنترنت حول معاملة الأويغور والتبتيين والنشطاء المسجونين والصحفيين وغيرهم على الهامش في الصين.

أما في الصين، فكانت شيا وحيدة، وبعد إطلاق سراحها، طلبت منها الشرطة عدم مناقشة تجربتها في الاحتجاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لم يكن هناك مجتمع ناشط منظم أو إرشادات حول كيفية الاحتجاج.

أما في الشتات، فترتبط بالمنشقين عبر القارات، وتعلمت من الأكبر سناً والأكثر خبرة، عن العقد الماضي من النشاط في الصين.

ويقول عالم الاجتماع الذي يبحث في المجتمع المدني في جامعة إيموري بن شو: قمع المعارضة في الصين دفع النشطاء تاريخياً إلى الخارج، ومعظمهم إلى هونغ كونغ، لكن مع سيطرة الصين على هونغ كونغ التي كانت في يوم من الأيام معقل حرية التعبير، بات نشطاء المجتمع الصيني يتركزون في الخارج أكثر.

وبالنسبة لشيا فقد كانت غير سياسية. ونشأت في عائلة من الطبقة المتوسطة العليا في مقاطعة خنان في وسط الصين والتحقت بالمدرسة الثانوية في سنغافورة من سن 14 عاماً. في وقت لاحق ، درست الفلسفة في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا.

ومع تفشي الوباء، عادت إلى الصين. في شنغهاي، ارتبطت بالنسويات والناشطات، و حدث شيئان دفعها إلى النشاط: عندما أظهرت لقطات فيديو أما لثمانية أطفال تم الاتجار بها مقيدة بالسلاسل من رقبتها في سقيفة ريفية، اجتاحت شيا موجة من الغضب. وبعد فترة وجيزة، غزت روسيا، التي عمقت للتو علاقاتها مع الصين، أوكرانيا. خرجت شيا إلى الشوارع لتوزيع منشورات ضد الغزو. وكانت تلك هي المرة الأولى التي تستجوبها فيها الشرطة.

وعلى عكس المنشقين من الجيل السابق، الذين ركزوا في المنفى على معارضة حكم الحزب الشيوعي، فإن الموجة الأخيرة من النشطاء الشباب تتبنى أجندة أوسع، من قضايا المرأة والمثليين إلى حقوق الإويغور والتبتيين.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: