حشود مصرية في سيناء و"قلق" إسرائيلي

WhatsAppImage20250917at1.19.18PM_150848

تصاعدت حدّة التوتر بين مصر وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، حتى أصبح انهيار معاهدة كامب ديفيد للسلام بين البلدين احتمالاً وارداً بقوة، بعد صمودها لنحو 47 عاماً. كذلك، لم يعد وقوع صدام مسلح مستبعداً، بل إن بعض المحللين المصريين والإسرائيليين يرجحون اقتراب حدوثه.

الصدام الكلامي بين مصر وإسرائيل آخذ في الارتفاع، فمن جهة، القاهرة لا تخفي غضبها من "الغطرسة المتضخمة" التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتعزز وجودها العسكري في شبه جزيرة سيناء. ولأول مرة منذ عام 1977، توصف إسرائيل صراحة بـ"العدو" في خطاب رسمي مصري.

ومن جهة أخرى، تتوالى الاعتراضات الإسرائيلية على ازدياد الحشود والقدرات العسكرية المصرية في سيناء. وقد ذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي أن نتنياهو طالب واشنطن بالضغط على القاهرة لتخفيض وجودها العسكري في شبه الجزيرة.

حشود متزايدة
ووفق تقديرات غير رسمية، حشدت مصر أكثر من 40 ألف جندي في سيناء منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقامت بتعزيز البنية التحتية العسكرية، ونشرت أخيراً أنظمة دفاع جوي متطورة بعيدة المدى.

وبينما تعتبر إسرائيل أن هذه الأعداد خرق لاتفاقية كامب ديفيد، تقول الهيئة العامة للاستعلامات في مصر إن "القوات الموجودة في سيناء في الأصل تستهدف تأمين الحدود المصرية ضد كل المخاطر، بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب". وتؤكد الهيئة أن ذلك يأتي "في إطار التنسيق المسبق مع أطراف معاهدة السلام، التي تحرص مصر تماماً على استمرارها، في ظل أنها على مدار تاريخها لم تخرق معاهدة أو اتفاقاً".

 ضغوط أم صدام؟
مساعد وزير الخارجية المصري ورئيس إدارة إسرائيل الأسبق في الوزارة السفير حسين هريدي، يرى أن هذا التصعيد المستمر يفسّر بعاملين، أحدهما قريب المدى والآخر بعيد المدى.

ويقول هريدي لـ"النهار": "في المدى المنظور، يهدف هذا التصعيد إلى الضغط على القاهرة كي تتوقف عن الاعتراض على ما يحدث في غزة أو الضفة الغربية، ووضعها في موقف دفاعي، واستغلال الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به مصر، وكذلك توظيف التأثير الأميركي لتحقيق ذلك الضغط".

ويضيف هريدي: "في المدى البعيد، ليس لديّ شك في أن إسرائيل ستعمل على الدخول في مواجهة مع الجيش المصري، أو مواصلة الضغط الأميركي والاقتصادي بهدف تحييد الجيش المصري".

زخم في إسرائيل
من جانبه، يرصد الباحث والكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية محمد وازن حالة زخم كبيرة داخل إسرائيل بسبب التصعيد الذي تشهده علاقات البلدين.

ويقول وازن لـ"النهار": "في الآونة الأخيرة حدثت حالة زخم كبيرة في وسائل الإعلام والمجتمع الإسرائيلي، خصوصاً بعد الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية والإسلامية بالدوحة، وتوجيه حديثه مباشرة للشعب الإسرائيلي متجاهلاً حكومة نتنياهو، ومحذراً من إمكانية انهيار اتفاقية السلام بين البلدين".

ويضيف: "إلى جانب ذلك، فإن التقرير الذي نشره موقع أكسيوس وتطرّق لشكاية إسرائيل للولايات المتحدة من الحشود العسكرية المصرية في سيناء قد أحدث ضجة في المجتمع الإسرائيلي، تجلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي هناك".
ويرى الباحث المصري أن "هناك تخوفاً لدى الإسرائيليين من حدوث مواجهة مسلحة مع مصر، كما أن اليسار الإسرائيلي بات يهاجم حكومة نتنياهو ويحمّلها مسؤولية تصدع السلام مع مصر، وحالة العزلة التي وضعت فيها إسرائيل".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: