تنتظر منطقة الشرق الأوسط ومعها العالم كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس اليوم، والتي من المفترض أن تُحدّد شكل الحرب في الفترة المقبلة والجبهات من غزّة مروراً بلبنان وصولاً إلى اليمن، ومعالم اليوم التالي للحرب والتسويات المرتقبة.
من غير المعروف بعد ماذا ستتضمّن كلمة نتنياهو في الكونغرس، لكن الترجيحات تُشير إلى أنّه سيتطرّق إلى العلاقة الإسرائيلية الأميركية، وسيحث المشرعين على زيادة الدعم العسكري، كما سيتطرق إلى الحرب في غزّة ولبنان واليمن وسيتحدث بين السطور عن شكل المنطقة بعد انتهاء الحرب.
إلى ذلك، حدث مهم استجد على خط القضية الفلسطينية يوم أمس، تمثّل باتفاق عقدته الفصائل الفلسطينية، وفي طليعتها “فتح” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي”، برعاية صينية في بكين، ينص على توحيد البيت الفلسطيني الداخلي تحت إطار منظمة التحرير وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتوحيد قطاع غزّة والضفة الغربية.
تفاؤل حذر يُرافق توقيع الاتفاق، فالفصائل الفلسطينية عقدت جولات مفاوضات كثيرة من روسيا إلى قطر وتركيا والجزائر وغيرها من الدول، لكن هذه الاتفاقات كانت حبراً على ورق. إلّا أن التغيرات التاريخية التي طرأت منذ عملية “طوفان الأقصى” قد تُضيف جديةً على الاتفاق.
يشير مدير مركز تطوير للدراسات هشام دبسي إلى أن “لا جديد بالنتائج التي وصلت إليه اللقاءات في الصين، لأنها نفسها المكرّرة في السابق، لكن ما هو الجديد يكمن في إبداء “حماس” مرونة أعلى من السابق في الموافقة على حكومة وحدة وطنية تقود الحالة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة”.
لكن يقلّل دبسي من الأمال المعقودة على الاتفاق ويُفضّل انتظار النتائج الفعلية، لأنّه يُذكّر أنّه تم التوصّل إلى اتفاقات مشابهة في أوقات سابقة وتشكيل حكومات وحدة وطنية عادت “حماس” وانقلبت عليها.
وإذ يُشدّد على وجوب الإلتزام بأولويات الشرعية الفلسطينية القاضية بوقف العدوان، يؤكّد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الإطار الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني المعترف بها، ووحدة الموقف تضاعف قوّة الفلسطينيين، خصوصاً وأن إسرائيل والمجتمع الدولي كانوا يتكأون على انقسام الفلسطينيين.
في لبنان، لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، فالجبهة بين “حزب الله” وإسرائيل على حالها، والأخيرة مستمرّة في سياسة الاغتيالات وآخرها كان في منطقة شقرا مع استهداف شاحنة صغيرة يقودها عنصر من “حزب الله”، في حين أن الحزب يواصل قصف المواقع الإسرائيلية.
في المحصلة، يُمكن التوقف عند مفارقة مهمة ومقارنة بين الوضع الفلسطيني والوضع اللبناني، فالفصائل الفلسطينية تُحاول توحيد الموقف في وجه التحديات، لكن القيادات اللبنانية لا زالت على تشرذمها، ما يُسجّل نقطة ضعف بحق لبنان.