نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إيران تشير بشكل عاجل إلى رغبتها في إنهاء الأعمال العدائية واستئناف المفاوضات بشأن برامجها النووية، وقد أرسلت رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب، وفقاً لمسؤولين في الشرق الأوسط وأوروبا.
وأبلغت طهران مسؤولين عرباً بأنها منفتحة على العودة إلى طاولة المفاوضات بشرط ألا تشارك الولايات المتحدة في الهجوم، بحسب ما أفاد به المسؤولون للصحيفة. كما نقلت رسائل إلى إسرائيل تؤكد أن من مصلحة الطرفين احتواء العنف.
لكن في ظل قدرة الطيران الحربي الإسرائيلي على التحليق بحرية فوق العاصمة طهران، ومع كون الهجمات الإيرانية المضادة ألحقت أضراراً بقيت تحت السيطرة حتى الآن، لا ترى القيادة الإسرائيلية سبباً للتوقف قبل تحقيق مزيد من التدمير للمواقع النووية الإيرانية وإضعاف قبضة النظام الايراني على الحكم.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون أن الجيش أعدّ خطة لضربات تمتد لأسبوعين على الأقل. وقد يتيح التوصل إلى وقف لإطلاق النار فرصة لإيران لإعادة تنظيم صفوفها، ويسمح بتصاعد الضغط الدولي على الحملة الإسرائيلية. كما سيكون من مكاسب طهران منع الولايات المتحدة من إدخال قدراتها العسكرية الخارقة للتحصينات إلى ساحة المعركة.
ويبدو أن طهران تراهن على أن إسرائيل لا تستطيع تحمّل حرب استنزاف طويلة، وستضطر في النهاية إلى البحث عن حل ديبلوماسي، وفقاً لما نقله دبلوماسيون عرب تحدثوا إلى الإيرانيين. وقال مسؤولون إيرانيون إنهم يعتقدون أن إسرائيل تفتقر إلى استراتيجية خروج واضحة، وستحتاج إلى دعم أميركي لإلحاق ضرر كبير بأهداف مثل منشأة “فوردو” لتخصيب اليورانيوم، المدفونة تحت جبل.
وقال مسؤول عربي: “الإيرانيون يعرفون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في دفاعها، وهم واثقون من الدعم اللوجستي الأميركي، لكنهم يريدون ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنضم إلى الهجمات”.
وقد أبلغت إيران المسؤولين العرب بأنها قد تسرّع برنامجها النووي وتوسع نطاق الحرب إذا لم تكن هناك آفاق لاستئناف المحادثات مع الولايات المتحدة.
ولا توجد مؤشرات على استعداد إيران لتقديم تنازلات جديدة في المحادثات النووية، بحسب الوسطاء العرب. وكانت الجهود الديبلوماسية التي تقودها إدارة ترامب قد تعثرت بسبب رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم، قبل أن تقطع الهجمات الإسرائيلية الأسبوع الماضي المحادثات.
وقبل الهجوم، قال مسؤول إسرائيلي رفيع إن وقف التخصيب هو الحد الأدنى الذي يمكن لإسرائيل أن تقبله من إيران. كما أن إسرائيل ودول الخليج قلقة من دعم إيران للميليشيات الإقليمية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، وهي قضايا قد تعود إلى طاولة النقاش إذا ما وُضعت إيران تحت ضغط كبير.
وقال مسؤولون عرب إن دول الخليج، بما في ذلك السعودية وقطر وسلطنة عمان، تضغط على الولايات المتحدة لحثّ إسرائيل على وقف القتال، محذّرين من أن النزاع قد يتوسع إذا لم تعد إيران وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات، مما يعرّض أصول الطاقة في الخليج للخطر، مع عواقب محتملة على أسواق النفط والاقتصاد العالمي.