زيلينسكي يصل إلى الرياض.. هل تبصر الهدنة في أوكرانيا النور؟

zelenski

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين الى مدينة جدة حيث سيلتقي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عشية اجتماع يعقده وفدان يمثلان كييف وواشنطن.

ومن المقرر أن يلتقي الوفدان الأوكراني والأميركي يوم الثلثاء في السعودية لبحث سبل وضع حد للحرب بين أوكرانيا وروسيا التي غزت جارتها قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

وهو أول اجتماع بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين منذ المشادة الكلامية الصادمة بين زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية شباط في البيت الأبيض.

ستقترح كييف هدنة مع روسيا في الجو والبحر خلال هذه المباحثات المرتقبة.

وقال المسؤول الأوكراني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: “لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو ووقف إطلاق النار في البحر، لأن هذان هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما”.

وأكد زيلينسكي الإثنين أن “أوكرانيا تسعى إلى السلام منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب”، إثر الغزو الروسي لبلاده في مطلع العام 2022، مضيفاً: “لقد قلنا دائماً إن روسيا هي السبب الوحيد لاستمرار الحرب”.

ويفتتح زيلينسكي الاجتماعات الديبلوماسية الاثنين بلقاء مع بن سلمان. وأوضح زيلينسكي: “بعد ذلك سيبقى فريقي في السعودية للعمل مع شركائنا الأميركيين”.

أوضح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن “المحادثات المقرر إجراؤها الثلثاء في جدة ستساهم في تحديد إطار لاتفاق سلام ووقف إطلاق نار أولي بين روسيا وأوكرانيا”.

من جانبه، اكتفى زيلينسكي بالقول: “نأمل في أن نناقش ونتفق على القرارات والخطوات اللازمة”، من دون مزيد من التفصيل.

وكان زيلينسكي شدد على أن “كييف تؤيد حواراً بنّاء لكنها تريد أن تؤخذ مصالحها في الاعتبار”، مبدياً ثقته في أن الاجتماع سيكون “مثمراً”.

وقال زيلينسكي مساء الأحد إنه “يأمل في تحقيق نتائج سواء لناحية الاقتراب من تحقيق السلام أو مواصلة الدعم، في إشارة إلى قرار واشنطن بعد المشادة مع ترامب تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتبادل المعلومات الاستخبارية معها”.

وأشارت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية إلى أنه “من المتوقع أن تقترح كييف وقفاً جزئياً لإطلاق النار في البحر الأسود”، نقلاً عن مصدر مطلع على الاستعدادات للمحادثات، على أمل أن تتراجع واشنطن عن قرارها بقطع المساعدات العسكرية والاستخبارات.

وجدد ترامب الاتصالات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانتقد زيلينسكي، ما أثار مخاوف في كييف وبين الحلفاء الأوروبيين من أن ترامب قد يحاول إجبار أوكرانيا على قبول تسوية لصالح روسيا.

وعقد حلفاء أوكرانيا الأوروبيون الأسبوع الماضي قمة مع زيلينسكي وأعلنوا عن أنهم “سيزيدون بشكل كبير من الإنفاق الدفاعي”.

وأشار مكتب رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الإثنين إلى أنه “سيستضيف مباحثات عبر الفيديو يوم السبت مع قادة الدول الراغبة في دعم وقف لإطلاق النار في أوكرانيا”.

وذكرت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية أن “كييف لن تقبل باتفاق يحد من قدرتها على إعادة التسلح، أو يعترف بالأراضي المحتلة على أنها روسية، أو يتدخل في السياسة الأوكرانية من خلال الإصرار على الانتخابات”.

واقترحت بريطانيا وفرنسا هدنة برية وبحرية لأوكرانيا ووقف قصف روسيا لمنشآت الطاقة الأوكرانية.

وتبدلت العلاقات بين واشنطن وكييف في شكل جذري في غضون أسابيع قليلة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني.

ويأتي ذلك في وقت تواجه كييف صعوبات على الجبهة. وأعلنت موسكو في نهاية الأسبوع الماضي عن “إحراز تقدم في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر أوكرانيا على جزء منها، والسيطرة على قرية في منطقة سومي بشمال أوكرانيا، في أول تقدم من نوعه منذ 2022”.

بلغ التوتر ذروته مع المشادة الكلامية خلال زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض التي كان من المقرر أن يوقع خلالها اتفاقاً يسمح للولايات المتحدة باستغلال موارد أوكرانيا من المعادن.

وتراجعت حدة النبرة منذ ذلك الحين، إذ اعتبر زيلينسكي الحادث “مؤسفاً” فيما رأى ترامب أن “زيلينسكي جاهز للتفاوض، وهدد روسيا حتى بفرض عقوبات جديدة عليها”.

وأكد ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” يوم الأحد: “سنحقق الكثير من التقدم. اعتباراً من هذا الأسبوع على ما أعتقد”.

لكن الخلافات لا تزال قائمة. ولم يتم إلى الآن إبرام الاتفاق حول المعادن الذي يعتزم ترامب من خلاله التعويض عن المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف.

وسئل ويتكوف عن احتمال توقيع الاتفاق في السعودية، فأكد أن “زيلينسكي عرض توقيعه، وسنرى إن كان سيفعل”.

وتجري هذه المساعي في وقت يسجل تقارب بين واشنطن وموسكو، في تباين مع سياسة عزل بوتين التي اعتمدها الغرب منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا العام 2022.

وكان من المقرر أن “يتوجه زيلينسكي إلى السعودية في شباط، لكنه أرجأ الزيارة بعدما استضافت المملكة محادثات روسية أميركية نددت بها كييف.

وسيشارك في المحادثات الثلثاء عن الجانب الأوكراني رئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك ومساعده بافلو باليسا ووزير الخارجية أندري سيبيغا ووزير الدفاع رستم عميروف.

أما الوفد الأميركي فسيضم وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز وويتكوف، وهم التقوا ممثلي روسيا في شباط.

كذلك زار ويتكوف موسكو في فبراير، وأفاد بعد ذلك بأنه “تباحث مطولاً مع بوتين وبدأ يقيم “صداقة” معه”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: