تشهد مدينة غزة موجة نزوح كبيرة لعائلات فلسطينية تتجه نحو جنوب القطاع، سيرًا على الأقدام أو باستخدام سيارات وعربات وجرارات زراعية، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته على كبرى مدن القطاع المدمّر بعد نحو عامين من الحرب.
وأظهرت لقطات أرتالاً من النازحين على الطريق الساحلي قرب النصيرات وسط القطاع، ينقلهم شاحنات صغيرة أو حافلات محمّلة بأمتعتهم وأغراضهم. إلى جانب المركبات، سار مئات الفلسطينيين من مختلف الأعمار، غلبت عليهم علامات التعب والإرهاق الشديد، حيث حمل رجال ونساء صغارهم أو أمسكوا بأيديهم، وآخرون مصابون، أحدهم جلس على كرسي متحرك وحمل طفله في حضنه، فيما تحرك رجل بترت ساقه اليسرى باستخدام عكازين.
وقال النازح خليل مطر: "نريد أن ننزح أيضًا إلى خان يونس في جنوب القطاع. لا نعرف ماذا سنفعل، حياتنا كلها نزوح وتشريد، ومعنا مرضى، ولا نعرف إلى أين نذهب، وأين هو المكان الآمن".
وحذّرت وكالات الإغاثة من أن السيطرة الإسرائيلية على مدينة غزة ستكون لها تداعيات كارثية على السكان الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية على نطاق واسع. وأفادت وزارة الصحة في القطاع اليوم الأحد بأن فلسطينيين آخرين توفوا بسبب سوء التغذية والجوع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن ذلك إلى 422 شخصًا على الأقل، بينهم 145 طفلاً.