أطلقت شبكة أطباء السودان نداء إنسانياً عاجلاً لما تتعرض له مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور من حصار مطبق أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والصحية بشكل كارثي.
فقد أوضحت الشبكة في بيان، اليوم الأربعاء، أن "مستويات الجوع بلغت المرحلة الثالثة (الطوارئ)، بحسب التصنيفات الدولية لانعدام الأمن الغذائي، ما يعرض آلاف الأطفال والنساء إلى خطر الموت بالجوع".
وأكدت أن "آلاف الأسر في الفاشر تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، في ظل انعدام انقطاع الإمداد نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية من قبل الدعم السريع، ما يجعل حياة المدنيين، وخاصة الأطفال وكبار السن، تحت خطر المجاعة والأوبئة".
إلى ذلك، ناشدت شبكة أطباء السودان السلطات المحلية والمنظمات الدولية والجهات الإنسانية والضمير العالمي "للتدخل الفوري والعاجل من أجل فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات وتوفير الغذاء والدواء والمياه، ورفع الحصار عن المدينة المنكوبة".
جاء هذا بعدما جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من الأوضاع المزرية في السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأشارت في بيان أن "أطفال الخرطوم الذين يتضوّرون جوعا باتوا جلداً على عظم، وإن آلاف العائلات العالقة في براثن الحرب قد تموت من الجوع في مدينة الفاشر المحاصرة في غرب البلاد".
ولفتت إلى أن "مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة من قوّات الدعم السريع، والتي على بعد ألف كيلومتر من غرب العاصمة، يواجه فيها آلاف الأشخاص خطر مجاعة وشيكا، بحسب برنامج الأغذية العالمي".
وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا وجنوبها، إريك بيرديسون، إن "الجميع يواجه محنة يومية للصمود".
وكشف عن أن "القدرة على الصمود تلاشت بالكامل بعد أكثر من سنتين من الحرب، وستزهق أرواح في غياب وصول فوري ومستدام إلى الموارد الأساسية".