جددت إيران اليوم الثلاثاء تهديداتها، بعدما توعدت مراراً وتكراراً على لسان مسؤوليها أمس الإثنين، أن الغارة التي استهدفت قنصليتها في دمشق لن تمر من دون عقاب.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف أن “إسرائيل ستواجه عقاباً شديداً على استهداف القنصلية”، وفق وسائل إعلام محلية.
وشدد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أيضاً على أن “الهجوم الإسرائيلي لن يمر من دون رد”.
وأعلن مجلس الأمن القومي عن أنه “اجتمع أمس الإثنين، واتخذ القرارات المناسبة بشأن الغارة التي استهدفت القنصلية، من دون أن يتطرق إلى تفاصيل إضافية”.
واعتبرت هيئة الرئاسة بالبرلمان أن “الرد الحاسم والمتناسب مطلب وطني”.
وتوعّد عدد من المسؤولين الإيرانيين أمس بردّ حازم في الزمان والمكان المناسبين، وفق تعبيرهم، ما عزّز المخاوف من تصعيد أكبر في العنف بين إسرائيل وحلفاء إيران والذي أثارته منذ تشرين الأول 2023 حرب غزة.
ورأى عدة خبراء ومحللين أن “طهران في موقع لا تحسد عليه، فالرد على الضربة قد يستدعي توسيعاً للصراع، فيما السكوت قد يهشم صورتها ويضعفها في المنطقة أيضاً”.
واعتبر آخرون أن “حرب الظل بين البلدين قد تكون ذهبت من غير رجعة حالياً، ليحل مكانها صراع مباشر في المنطقة، أو تكثيف غير مسبوق حتى لهجمات الميليشيات المدعومة إيرانياً سواء في العراق أو سوريا أو حتى الحوثيين في اليمن، وبطبيعة الحال حزب الله من لبنان”.
وأعلن الحرس الثوري مساء أمس الاثنين عن “مقتل زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي و5 من الضباط المرافقين لهما بهجوم إسرائيلي على قنصلية بلاده في دمشق”، ووصف بأنه “الضربة الأكثر إيلاماً لطهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالعراق العام 2020”.
علماً أن الرد الإيراني على مقتل قاسمي حينها اقتصر على إطلاق بعض الصواريخ صوب قاعدة عين الأسد التي كانت تضم قوات أميركية. إلا أن هذا الرد لم يأت إلا بعد إبلاغ واشنطن بالأمر، وفق ما كشف عنه قبل أشهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.