أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاحد، إلى أن اسرائيل وافقت على مقترح المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومقترح الوسطاء لإنجاز صفقة تبادل، لكن حركة “حماس” رفضتهما.
وقال نتنياهو: “نريد صفقة، لكن ليس صفقة تترك حماس قادرة على تكرار ما فعلته من جرائم… عازمون على إعادة المخطوفين لكن مع القضاء على حماس كذلك”.
أضاف: “حماس رفضت مقترح الصفقة، وتصر على البقاء في غزة وإعادة التسلح وهذا غير مقبول”.
وكانت إسرائيل تدرس تقديم تعديل على مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة اليوم الأحد لحل القضايا العالقة في المفاوضات مع حركة “حماس”، وذلك بعدما رفضت الأخيرة المقترح الأميركي وعبّرت عن ترحيبها بالعودة إلى المقترح القطري الذي قُدّم في كانون الثاني الماضي.
ووفقاً لمصادر مطلعة على سير المحادثات، فإن التعديل الإسرائيلي يتضمن ثلاثة عناصر رئيسية، أبرزها يتعلق بخطوط إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى جدول زمني مختلف للانسحاب، وذلك بشكل مشروط بالتقدم في المفاوضات بشأن ترتيبات دائمة، إلى جانب أيضاً ترتيبات الإمدادات والإشراف عليها، تحديداً استمرار تسليم المساعدات الإنسانية تحت إشراف مؤسسة غزة الإنسانية.
أما النقطة الثالثة فتتمثل في قائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى “حماس”.
فيما بقية التفاصيل لم تُكشف بالكامل بعد، لكن المصادر تشير إلى أن المقترح يهدف إلى تجاوز نقاط الخلاف المتبقية بعد تعثر الوساطة الأميركية.
في غضون ذلك، أبدت “حماس” استعدادها للعودة إلى المقترح الذي قدمته قطر في كانون الثاني الماضي، المتعلق بالخرائط الأمنية في قطاع غزة، إذ ينص المقترح القطري على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط حدودي يبعد 700 متر عن الحدود، مع السماح بزيادة تصل إلى 400 متر في مواقع محددة، وفق خرائط متفق عليها بين الأطراف.
وقد تبدي الحركة بحسب مصادر مطلعة، مرونة بشأن إجراء تعديلات طفيفة على بعض النقاط في هذه الخرائط، لكنها ترفض بشكل قاطع وجود محور موراج، معتبرة أنه يمنع عودة نحو 400 ألف فلسطيني إلى مدينة رفح، ما يشكل عقبة كبيرة أمام أي تسوية محتملة.
وكان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، قد أفاد بأن إسرائيل و”حماس” تمكّنتا من حل ثلاث من القضايا الأربع العالقة خلال “محادثات تقارب” في الدوحة، مضيفاً: “نأمل أن نتوصل إلى اتفاق بنهاية هذا الأسبوع”.
في حين يبقى الخلاف الرئيسي متعلق بموضوع انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، حيث تطالب “حماس” بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى نقاط التمركز التي كانت قبل انهيار الهدنة السابقة في آذار، لكن إسرائيل ترفض ذلك.
وفي حين تم الاتفاق على أن الأمم المتحدة أو منظمات دولية غير تابعة لإسرائيل أو “حماس” ستتولى إيصال المساعدات في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، وهذا يعني أن “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل وأميركا لن تتمكن من توسيع عملياتها، وقد تضطر إلى تقليصها.
يذكر أن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة كانت انطلقت بين “حماس” وإسرائيل في قطر، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف النار لمدة شهرين تقوم خلالها الحركة بالإفراج عن عشرة محتجزين أحياء اقتادتهم إلى قطاع غزة إبان هجوم السابع من تشرين الأول 2023.