وصف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي التقارير الإسرائيلية عن تجهيزات عسكرية غير اعتيادية للجيش المصري في سيناء بأنها "أكاذيب"، مؤكداً في حديث لـ"النهار" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن مصر تلتزم خيار السلام لكنها "على استعداد للدفاع عن حدودها إذا حدث أي عدوان".
ووصف عبد العاطي اللقاء الذي دعا إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجمعه بقادة عرب ومسلمين في الأمم المتحدة بأنه "إيجابي"، آملاً في أن "يتم إطلاق رؤية متكاملة تؤدي إلى وقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم، وهذه الحرب الظالمة وغير العادلة على شعب أعزل في قطاع غزة وفي الضفة الغربية".
وقال: "كان ثمة لقاء مهم بين الرئيس ترامب وعدد من القادة العرب والمسلمين، وتحدث الرئيس ترامب بإيجابية كرئيس للسلام وبأنه القادر على وقف هذه الحرب، وكلنا أمل وتطلّع إلى أن يقوم الرئيس ترامب بترجمة ذلك وإطلاق رؤيته وبأن يتم تنفيذها على أرض الواقع لوضع حد لهذه الحرب الظالمة".
وكان الاجتماع عقد في اليوم التالي لمؤتمر حلّ الدولتين الذي جدّد خلاله القادة العرب تمسكهم برفض تهجير الفلسطينيين وبالتزام حلّ الدولتين خياراً وحيداً للسلام في المنطقة، تزامناً مع إعلان بريطانيا وفرنسا وكندا ودول أخرى اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة.
وإلى حين تبلور الرؤية الجديدة للرئيس ترامب، أيّ أولويات تعمل عليها مصر والدول المنخرطة في جهود وقف الحرب في غزة؟ وما هي تصوراتها لليوم التالي بعد الحرب في القطاع؟ يجيب عبد العاطي:
"قبل أن نتحدث عن اليوم التالي علينا أن نتحدث عن اليوم الحالي. اليوم الحالي يعني وقف هذه الحرب. هذه هي الأولوية الأولى ومن دونها لا يمكن تحقيق أي شيء. لا بدّ من وقف سفك الدماء البريئة للشعب الفلسطيني. الأولوية الثانية النفاذ الكامل للمواد الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة، جنباً إلى جنب مع إطلاق سراح جميع الرهائن والجثث وأيضاً إطلاق سراح عدد معتبر من الأسرى الفلسطينيين، ثم بعد ذلك نتحدث عن إعادة الإعمار والتعافي المبكر وترتيبات اليوم التالي. ولدينا رؤية واضحة في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية والحوكمة وكل هذه الأمور والأفق السياسي الذي يقود إلى تجسيد الدولة الفلسطينية".
"أكاذيب وادعاءات"
وشهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في الحديث عن مواجهة عسكرية محتملة بين مصر وإسرائيل، بعد تقارير إسرائيلية عن أن الجيش المصري يقوم بإنشاءات عسكرية تحتية غير معهودة في سيناء، بما يخالف معاهدة السلام مع مصر. ورداً على ذلك قال وزير الخارجية المصري لـ"النهار": "هذه أكاذيب وادعاءات ومزاعم لا أساس لها من الصحة على الإطلاق. مصر ملتزمة بالسلام كخيار استراتيجي. نحن من بادر ومن قاد المنطقة نحو السلام بالزيارة التاريخية الشجاعة لشهيد السلام الرئيس أنور السادات للقدس عام 1979، ومن ثم نحن نتمسك بمعاهدة السلام وخيار السلام طالما الجانب الإسرائيلي يتمسك به. كل التحركات التي تمت في سيناء كانت بتنسيق مع الجانب الإسرائيلي في الفترة الخاصة بمكافحة الإرهاب. السلام خيار استراتيجي، وبطبيعة الحال نحن على أهبّة الاستعداد للدفاع عن حدودنا إذا حدث أي عدوان من أي طرف".