كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، كواليس جديدة حول الحرب التي اندلعت الشهر الماضي بين إيران وإسرائيل، وشرح كيفية التوصل إلى وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تفاصيل محاولة اغتياله.
وقال عراقجي إن "أثناء الحرب تم زرع قنبلة مقابل منزلي، واستُهدف المنزل المقابل، وقد تم القبض على المنفذين". أضاف أن طائرات مسيرة حلقت فوقه مرات عدة خلال رحلاته إلى تركيا.
وبخصوص وقف إطلاق النار، أوضح أن المجلس الأعلى للأمن القومي اتخذ قرارًا استراتيجيًا في اليوم الثامن أو التاسع للحرب يقضي بقبول وقف إطلاق نار غير مشروط في حال طلبت إسرائيل ذلك رسميًا، مؤكداً أن القرار جاء من موقع قوة. وأضاف: "في الساعة الواحدة فجراً، تلقينا اتصالات بأن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار، وبعد التأكد من التوافق مع القرار، أعلنت إيران استعدادها لوقف الحرب شرط توقف الهجمات من الطرف الآخر".
وأشار عراقجي إلى حادثة سوء تفاهم في توقيت وقف إطلاق النار، حيث اعتقدت القوات المسلحة أن التوقيت كان الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش، مما أدى لاستمرار الهجوم حتى الساعة 7:30 مساءً بتوقيت طهران، وتم حل اللبس بعدها.
وتحدث عن اتهامات إسرائيل بإطلاق إيران صواريخ بعد إعلان وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن إسرائيل اختلقت هذه الذرائع وهدد بالرد فورًا وبقوة إذا استمرت الهجمات. أضاف أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمر الطيارين الإسرائيليين بوقف الهجوم، ما يؤكد التنسيق الأميركي الإيراني آنذاك.
كما قال عراقجي إن إسرائيل توقعت انهيار إيران خلال أسبوع، لكن إيران عينت قادة ميدانيين خلال ساعات.
وفيما يخص اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، كشف عراقجي أن الحادثة وقعت خلال فترة حساسة قبل اكتمال التشكيلة الوزارية، وأن المجلس الأعلى للأمن القومي اتفق على ضرورة الرد، مع وجود خلاف بين السياسيين والعسكريين حول توقيت وطريقة الرد.
أضاف أن إيران اقتربت ثلاث مرات من حافة الحرب بعد اغتيال هنية وعملية "الوعد الصادق 2" وسقوط نظام الحكم في سوريا، لكن الدبلوماسية نجحت في منع اندلاع حرب شاملة.
وحول المفاوضات مع أميركا قبل الحرب، قال عراقجي: "لم نخسر شيئًا من المفاوضات، بل ربحنا كثيرًا، وأثبتنا حقنا أمام شعبنا والمجتمع الدولي، وربما لو لم تكن هناك مفاوضات لاندلعت الحرب بشكل أسرع".