في تطورات جديدة تتعلق بحادث تحطم الطائرة الهندية التابعة لشركة "إير إنديا" في مدينة أحمد آباد الشهر الماضي، كُشف عن أخطاء صادمة في عملية تسليم جثامين الضحايا، ما أدى إلى تسلُّم عدد من العائلات البريطانية جثثًا لا تعود إلى أقاربهم الذين قضوا في الحادث المأساوي.
وأعربت عائلات بريطانية فقدت أقاربها في الكارثة عن شعورها بألم مضاعف، بعدما تبين أن رفات أحبّتهم تم التعرف عليها بشكل خاطئ قبل ترحيلها إلى المملكة المتحدة.
وبحسب التحقيقات الأولية، فإن بعض جثامين الضحايا البالغ عددهم 261 شخصًا، جرى التعرف عليها بشكل خاطئ قبل شحنها من الهند إلى بريطانيا، ما اضطر بعض العائلات إلى إلغاء مراسم دفن كانت قد أُقيمت، وذلك بعد تبيّن وقوع أخطاء في تحديد الهوية، بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي واقعة أخرى، تم اكتشاف خلط بين رفات ضحيتين ووضعتا في تابوت واحد، ما استلزم فصلهما لاحقًا قبيل مراسم الدفن.
وقالت الطبيبة الشرعية في غرب لندن، الدكتورة فيونا ويلكوكس، إن من الضروري إجراء مطابقة دقيقة لجميع الجثث المعادة مع عينات الحمض النووي التي قدّمتها العائلات البريطانية، لضمان صحة الهويات.
حالتا خطأ في الهوية وتحقيق مشترك
وحتى الآن، تم تأكيد وجود حالتين من الخطأ في تحديد هوية الجثث، بينما بدأت السلطات في كل من بريطانيا والهند تحقيقًا مشتركًا لكشف ملابسات هذه التجاوزات والإخفاقات في عملية التعرف والتسليم.
وتأتي هذه التطورات قُبيل زيارة دولة مرتقبة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى لندن، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره البريطاني كير ستارمر اليوم الأربعاء، لتوقيع اتفاقية تجارة حرة تاريخية بين البلدين.
من جانبه، قال المحامي المختص بقضايا الطيران، جيمس هيلي-برات، والذي يمثّل عددًا من عائلات الضحايا البريطانيين، إن جثامين 12 مواطنًا بريطانيًا أُعيدت بالفعل إلى المملكة المتحدة، إلا أن بعض العائلات فوجئت بأنها استلمت رفاتًا لا تعود لأقاربها.
أضاف في تصريح للصحيفة البريطانية: جلست مع عدد من العائلات خلال الأسابيع الماضية، وكل ما يطلبونه هو استعادة أحبّائهم. لكن بعضهم تلقّى الرفات الخطأ، وهم في حالة صدمة شديدة. لقد طال الأمر، ويستحقون تفسيرًا واضحًا.
عمليات البحث وسط الحطام
وكانت فرق الإنقاذ قد استعانت بكلاب بوليسية ومعدات بحث متخصصة للعثور على جثامين الضحايا بين الحطام المشتعل، بمساعدة متطوعين محليين. وعلى الرغم من العثور على جميع الجثامين في غضون ثلاثة أيام، إلا أن معظمها كان متفحمًا بدرجة كبيرة، وغير قابل للتعرف عليه بالطرق التقليدية.
وتجدر الإشارة إلى أن الرحلة رقم 171، التابعة لشركة "إير إنديا"، كانت متجهة من مدينة أحمد آباد الهندية إلى مطار لندن غاتويك، وعلى متنها نحو 52 راكبًا بريطانيًا. وقد غادرت الطائرة المدرج وظلت في الجو نحو 30 ثانية فقط، قبل أن تفقد طاقتها، وتهبط بشكل مفاجئ وتتحطم في منطقة سكنية، ما أسفر عن مقتل 19 شخصًا على الأرض و241 من أصل 242 راكبًا على متن الطائرة، ونجاة شخص واحد فقط، وذلك في 12 حزيران الماضي.