في أعقاب ضربة إسرائيلية مميتة على مخيم خيام في رفح هذا الأسبوع، انتشرت صورة تدعو الناس للانتباه إلى الأحداث في المدينة الغزاوية كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولكن، على عكس المحتوى الواقعي المنتشر خلال حرب إسرائيل وحماس، تبدو الصورة مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما أثار انتقادات لتجميلها للأثر الإنساني الكارثي للحرب على غزة، بحسب تقرير لموقع أكسيوس الأميركي.
تفاصيل الضربة الجوية
تسببت الضربة الجوية في إشعال حريق أودى بحياة ما لا يقل عن 45 فلسطينياً نازحاً، حيث وصف الشهود مشاهد حرق الناس أحياء في خيامهم، وفقاً لتقرير واشنطن بوست. الصورة الفيروسية تصور صفوفاً مرتبة من الخيام في ما يبدو أنه مخيم للاجئين في الصحراء، محاطاً بجبال مغطاة بالثلوج. بعض الخيام مرتبة لتشكيل الكلمات “كل العيون على رفح”.
وتم نشر الصورة على حساب إنستغرام غير معروف نسبياً، ولم يستجب المستخدم لطلب التعليق من أكسيوس.
وتحتوي الصورة على بعض العلامات المميزة لتوليد الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التماثل غير الطبيعي والظلال الغريبة، بحسب إن بي سي نيوز.
رغم ذلك، انتشرت الصورة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة في قصص إنستغرام، مستفيدة من ميزة “أضف قصتك” الخاصة بالمنصة، وقد جمعت أكثر من 47 مليون مشاركة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
انتقادات
على الرغم من أن الصورة كانت تهدف لجذب الانتباه إلى معاناة الفلسطينيين، انتقدها البعض لاحتوائها على معلومات غير واقعية، ولا تشبه الحالة المأساوية في غزة.
وكتب المصور دانيال إتر في منشور على إنستغرام: “غزة ليست منظرًا معقمًا مولدًا بالذكاء الاصطناعي مع جبال مغطاة بالثلوج… إنها مبانٍ منهارة مع جثث مدفونة. إنها خيام محروقة ونفايات وبقايا بشرية”.
يأتي انتشار صورة تبدو زائفة وجذابة بصرياً للفت الانتباه إلى غزة في وقت قامت فيه منصات التواصل الاجتماعي بفرض الرقابة أو إزالة الصور ومقاطع الفيديو من الصحفيين الفلسطينيين على الأرض في رفح، بدعوى أنها “جدًا بيانية”.
صورة أخرى مزيفة
في رد فعل على الصورة المنتشرة، استخدم مستخدم إسرائيلي على إنستغرام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صورة مشابهة تُظهر مسلحًا من حماس يقف فوق طفل، مع الكلمات “أين كانت عيونكم في 7 تشرين الأول؟”.
جمعت الصورة حوالي 500,000 مشاركة قبل أن تُزال لفترة وجيزة من إنستغرام يوم الأربعاء، ثم أُعيد نشرها بعد ساعات.
الحقيقة غير المزيفة
قُتل أكثر من 35,000 فلسطيني في غزة خلال الحرب.
اعتبارًا من أبريل، تم تهجير 85% من سكان القطاع وتضرر أو دمر أكثر من 50% من مبانيه.
ورغم أن الضربة الجوية الإسرائيلية للخيام تعد الهجوم الأكثر دموية على رفح منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على المدينة في وقت سابق من هذا الشهر، لا تزال إدارة بايدن تقيّم ما إذا كانت ضربة المخيم للاجئين تشكل انتهاكًا “للخط الأحمر” الذي حدده الرئيس بايدن وما إذا كان ذلك يمكن أن يؤدي إلى تغيير في السياسة الأمريكية بشأن الحرب.