“لترتيب البيت الفلسطيني”.. اجتماع بين “فتح” و”حماس” في القاهرة

mahmoud abbas lifting finger

ضمن مساعٍ لتحقيق توافقات فلسطينية داخلية، انطلق في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الأربعاء، اجتماع برعاية مصرية بين حركتي فتح وحماس، “بهدف ترتيب البيت الفلسطيني”، لتجاوز أي خطط إسرائيليّة يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاستمرار احتلاله لقطاع غزة.

وأفادت مصادر مصرية، اليوم، بأنّ “اجتماع حركتي فتح وحماس بالقاهرة يهدف لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني في ظل الأوضاع الراهنة”، وسيبحث “آلية عمل اللجنة المعنية بإدارة المعابر وملفات الصحة والإغاثة والإيواء والتنمية الاجتماعية والتعليم”، وفق ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” المصرية.

ويترأس وفد “حماس” في اجتماع القاهرة، خليل الحية عضو المكتب السياسي للحركة، وفق بيان للحركة الأربعاء، مشيرةً إلى أنّ “فتح” تشارك في الاجتماع برئاسة محمود العالول نائب رئيس الحركة.

ويهدف اللقاء، بحسب المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ”حماس” طاهر النونو، إلى “بحث العدوان على قطاع غزة والتطورات السياسية والميدانية وتوحيد الجهود والصف الوطني”، وفق البيان ذاته.

ويأتي الاجتماع، غداة حديث تقارير فلسطينية وإسرائيلية، أمس، عن وصول وفدَين من “حماس” و”فتح” إلى القاهرة؛ لبحث “التوصل إلى المصالحة”، بحسب “يديعوت أحرونوت”، في حين ذكر إعلام فلسطيني أنّ “الاجتماع” سيبحث بجانب ملف المصالحة، محاولة التوصل إلى اتفاقات، ثم يُعقد بعد ذلك اجتماع موسع بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافة.

وعندما سُئل عضو المكتب السياسي لـ”حماس” باسم نعيم، أواخر أيلول، عن الأنباء التي ترددت عن توافق “حماس” و”فتح” على قيام السلطة الفلسطينية بإدارة القطاع والمعابر “مدنياً”، أجاب نعيم: “غير صحيح”، لافتاً إلى أنّه سيتم اتخاذ قرار بهذا الشأن خلال لقاء بين الحركتين، في إشارة إلى أنّ الاجتماع سيتناول ترتيبات خاصة بإدارة القطاع والجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي كانت تسيطر عليه “حماس” قبل الحرب، قبل أن تحتله إسرائيل في أيار الماضي.

وفي حديث لـ”الشرق الأوسط”، كشف القيادي في “فتح” وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أيمن الرقب عن أنّ “المعلومات الواردة من القاهرة تشير لاتفاق قيد المناقشة بين الحركتين على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، ستسمى لجنة الإسناد المجتمعي وتتبع إدارياً لحكومة رام الله، وتتشكل من أعضاء من غير المنتمين للفصائل الفلسطينية، لإدارة المعابر وملفات الصحة والإغاثة والإيواء والتنمية الاجتماعية والتعليم”.

وبحسب معلومات الرقب، فإنّ الاجتماع الذي انطلق بالقاهرة جاء بناءً على رغبة مصرية لتجاوز عراقيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض وجود “حماس” و”فتح” في إدارة ملف غزة والمعابر تحديداً… ولتخفيف معاناة سكان قطاع غزة، لافتاً إلى أنّ اللجنة المعنية ستُشكل بكل تأكيد، بعيداً عن الحركتين، وستكون من الضفة الغربية وغزة ولها مهام عدة منها بسط الأمن في القطاع بشكل تدريجي.

يعول القيادي بـ”فتح” على التوافق على اللجنة من جانب الحركتين، مبديا تخوفاً من مطالب “حماس” بشأن تشكيل حكومة تكنوقراط، وإطار مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يضمن مشاركتها بها.

وبرأي الرقب، فإنه لو وصل الأمر إلى توافقات، ونجحت مساعي القاهرة، فإنّ نتنياهو سيكون العقبة، وقد يعترض، ضمن مساعيه لمحاولة الاستمرار في احتلال قطاع غزة.

وسبق أن وقّعت حركتا حماس وفتح اتفاق مصالحة في العاصمة المصرية، القاهرة، في تشرين الأول 2017، ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس آنذاك به ووصفه بـ”الاتفاق النهائي لإنهاء الانقسام الفلسطيني”… لكن لم يُترجم شيء من الاتفاق على أرض الواقع.

وفي تموز الماضي، توصّل 14 فصيلاً فلسطينياً، بما في ذلك “فتح” و”حماس”، إلى إعلان تاريخي للمصالحة الوطنية في العاصمة الصينيّة بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: