أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء عن "تطلّع مصر إلى تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الاتّفاق وخطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، مع التأكيد على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وبدء عملية إعادة إعمار القطاع"، مشيراً إلى المؤتمر الذي تعتزم مصر استضافته في تشرين الثاني بشأن إعادة الإعمار والتعافي.
كلام السيسي جاء خلال استقباله الممثّلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيسة المفوضية الأوروبية كايا كالاس، في مقر إقامة في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور وزير الخارجية بدر عبد العاطي، سفيرة الاتحاد الأوروبي في مصر، نائب رئيس جهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي ومدير عام ادارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي.

وأكّد الرئيس المصري "أهمية تعزيز التشاور والتنسيق بين الجانبين، لاسيما في المجالات السياسية والأمنية، بما يخدم مصالح منطقة الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي على حد سواء".
وأشار إلى أن "الأوضاع في الشرق الأوسط تشهد اضطراباً، وأن مصر تلتزم بسياسة متزنة وحكيمة تهدف إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، بعيداً عن المصالح الضيقة، حيث أثبتت السنوات العشر الماضية نجاح النهج المصري".
وأوضح السيسي أن "أوروبا لم تتأثّر بشكل كبير بتداعيات الهجرة غير الشرعية، بفضل الجهود المصرية في هذا المجال، وعلى رأسها منع خروج قوارب الهجرة غير الشرعية منذ أيلول 2016، في وقت تستضيف فيه مصر نحو عشرة ملايين أجنبي نزحوا إليها من دول تعاني من الأزمات وعدم الاستقرار"، مشدّداً على أن تحقيق الاستقرار في تلك الدول هو السبيل الأمثل للحد من هذه الظاهرة.
إلى ذلك، استعرض السيسي وكالاس جهود مصر في تسوية الأزمات وتحقيق الاستقرار في عدد من دول المنطقة، مؤكّداً ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومقدرات شعوبها ووقف التدخّلات الخارجية فيها، وفق بيان الرئاسة المصرية.
بدورها، أعربت كالاس عن سعادتها بلقاء السيسي، مشيدةً بـ"الدور الحيوي الذي قامت به مصر في وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار، ليس فقط في غزة، بل أيضاً في السودان وغيرها من الدول التي تشهد أزمات".
وأكّدت أن "خطّة ترامب تمثّل خطوة إيجابية وأن الاتحاد الأوروبي يتطلّع إلى المشاركة الفاعلة في تنفيذها"، مشدّدة على "أهمية الحفاظ على السلطة الفلسطينية وعلى استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم جهود إعادة إعمار غزة، بما في ذلك المؤتمر المرتقب بمصر".
وشدّدت المسؤولة الأوروبية على "ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتسوية الأزمات في السودان وليبيا بما يضمن وحدة وسلامة أراضيهما وسيادتهما"، مشيرة أيضاً إلى "أهميّة إنهاء الحرب في أوكرانيا واحترام القانون الدولي".
وفيما يتعلّق بملف الهجرة غير الشرعية، أعربت كالاس عن "تقدير الاتحاد الأوروبي الكبير للجهود المصرية الجوهرية في هذا المجال"، مؤكّدة أن موقف الاتحاد يرتكز على دعم الاستقرار والتنمية في الدول المصدّرة للهجرة.
وتناول اللقاء أيضاً قضايا المياه والأمن في البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي، حيث تم التأكيد على ضرورة احترام القانون الدولي والأعراف الدولية وعدم المساس بسيادة الدول.