لماذا اضطر محمد بن سلمان إلى كبح أحلامه في “مدينة المرايا”؟

A handout picture provided by Saudi's NEOM on July 26, 2022 shows the design plan for the 500-metre tall parallel structures, known collectively as The Line, in the heart of the Red Sea megacity NEOM. A futuristic megacity in Saudi Arabia will feature two massive, mirror-encased skyscrapers that extend over 170 kilometres of desert and mountain terrain, ultimately housing nine million people, the kingdom's de facto ruler has announced. (Photo by NEOM / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / NEOM" - NO MARKETING - NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS

نشرت صحيفة تليغراف البريطانية، الثلاثاء، تقريرا بعنوان “لماذا اضطر محمد بن سلمان إلى كبح أحلامه في مدينة المرايا”؟”، في إشارة إلى مدينة “ذا لاين” الواقعة ضمن مشروع “نيوم”.

ويأتي هذا التقرير بعد أيام على كشف وكالة بلومبرغ، نقلا عن مصادر مطلعة على الأمر، أن السعودية قلصت طموحاتها بشأن المدينة المستقبلية، “ذا لاين”.

وذكرت الصحيفة أنه عندما كشف ولي العهد السعودي تصاميم مدينته المستقبلية “المرايا” في الصحراء، وعد بـ”ثورة حضارية”.

ووفقا للصحيفة، أظهرت الصور ناطحة سحاب لامعة يبلغ طولها 170 كيلومترا وعرضها 200 متر فقط وتمتد إلى البحر الأحمر، باعتبارها مدينة مستقبلية، ووعد ولي العهد بأن المشروع سيكون موطنا لـ 1.5 مليون ساكن بحلول نهاية العقد وسيقدم “طرق بديلة للعيش”.

لكن بعض أقل من عامين، أوضحت الصحيفة أنه تم تقليص هذه الطموحات بشكل كبير، إذ أنه من المتوقع الآن أن يستوعب المشروع 300 ألف شخص فقط على مساحة 2.4 كيلومتر بحلول عام 2030، حسبما أشارت تقارير هذا الأسبوع.

مشروع ذا لاين هو عبارة عن ناطحات سحاب متوازية مغطاة بالمرايا تمتد على مسافة 170 كيلومترًا بين التضاريس الجبلية والصحراوية.


ونقلت صحيفة تليغراف عن خبراء قولهم إن “الضربة غير المفاجئة” التي تلقتها خطط محمد بن سلمان تؤكد الصعوبات التي تواجهها الحكومة السعودية لكسب المستثمرين الأجانب وتأثر الاقتصاد بتقلبات أسعار النفط الذي يشكل حوالي ثلاثة أرباع إيرادات ميزانية المملكة، منذ عام 2010.

ويشير الخبراء إلى أن “الاقتصاد السعودي في عام 2023، شهد عجزا في الميزانية حوالي 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي… ومن أجل الاستثمار في مشاريع مثل نيوم. ولدعم هذا المستوى من الإنفاق، فإنهم بحاجة إلى سعر أعلى للنفط”.

ووفقا لجيم سسوانستون من “كابيتال إيكونوميكس”، تحتاج السعودية إلى أن “يكون السعر 93 دولارا على الأقل لتحقيق التوازن في ميزانيتها”، مضيفا أنه “لم يصل النفط إلى هذا السعر حتى مع الارتفاع الذي شهدناه هذا العام مع تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة الأساسية بالنسبة للمشروع تكمن في الاستثمار الأجنبي المباشر، إذ أنه في العام الماضي، حصلت السعودية على حوالي 11 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، أي حوالي 1 في المئة أو أقل من الناتج المحلي الإجمالي.

ونقلت الصحيفة عن توربيورن سولتفيدت، المحلل الرئيسي في شركة مابلكروفت لاستشارات المخاطر، قوله إن السعوديين “يتطلعون إلى زيادة بمقدار 10 أضعاف في الاستثمار الأجنبي المباشر”.

ويضيف سولتفيدت أن “الأموال الأجنبية تتدفق على المملكة لشراء الديون السيادية والأوراق المالية، لكن محمد بن سلمان فشل في إقناع المستثمرين بتوجيه الأموال مباشرة إلى مشاريعه”.

وأكد أنه “لاتزال المملكة تواجه معضلة أن المستثمرين يريدون أن يروا مزيدا من الأدلة على التغيير حتى يلتزموا باستثمارات طويلة الأجل في السعودية”.

ويرى أن جذب الاستثمار المباشر “مشكلة مستمرة في جميع مشاريع رؤية 2030″، وهذا يعني، من وجهة نظره، أن “الحكومة فشلت بشكل مؤسف في تحقيق أهدافها، وما زاد من صعوبة الأمر هو الحرب بين إسرائيل وغزة التي أثارت المخاوف بشأن الأمن في المنطقة، ولذلك يجب على المملكة إيجاد طرق لطمأنة المستثمرين بشأن تحسين سجل حقوق الإنسان”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: