لوبان: الحكم بإدانتي “قرار سياسي”

3-86-730x438

نددت زعيمة أقصى اليمين في فرنسا مارين لوبان بـ”قرار سياسي” بعد الحكم عليها الاثنين بمنعها من الترشح لخمس سنوات بأثر فوري، قبل عامين من الانتخابات الرئاسية التي تعتبر المرشحة الأوفر حظاً فيها.

وقالت لوبان “لن أسمح بأن أُقصى بهذه الطريقة. سألجأ إلى سبل الانتصاف الممكنة. هناك احتمال ضئيل. إنه ضئيل بالتأكيد، لكنه قائم”، مشيرةً إلى “ممارسات كنا نعتقد أنها حكر على الأنظمة الاستبدادية”.

وحكم القضاء الفرنسي الاثنين بعدم أهلية لوبان للترشح للانتخابات لخمس سنوات، مقوضاً فرصها في خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2027، إثر إدانتها باختلاس أموال عامة.

كذلك حُكم على لوبان، البالغة من العمر 56 عاماً بالسجن أربع سنوات، اثنتان منها تحت المراقبة بسوار إلكتروني.

وأعلن محاميها رودولف بوسيلوت أنها ستستأنف الحكم الذي وصفه بأنه “نكسة للديمقراطية”.

وكانت لوبان تبدو المرشحة الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات الرئاسية بعد ثلاث محاولات فاشلة.

وأظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه الأحد أن زعيمة حزب التجمع الوطني ستتقدم بفارق كبير في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحصولها على 34 إلى 37 بالمئة من نوايا التصويت.

وغادرت لوبان قاعة المحكمة فور إعلان عدم أهليتها بأثر فوري، من دون أن تنتظر إعلان تفاصيل الحكم الصادر بحقها.

وقالت رئيسة المحكمة بينيديكت دو بيرتويس “يتعلق الأمر بضمان عدم استفادة المسؤولين المنتخبين مثل جميع المتقاضين من معاملة تفضيلية”.

وأثار القرار ردود فعل فورية، وأعرب رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو عن “انزعاجه” من الحكم، وفق ما أفادت أوساطه لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا على إكس إن المحكمة حكمت “بالإعدام على الديمقراطية الفرنسية”.

وانعقد بعد ظهر الاثنين اجتماع أزمة ضم مارين لوبان وقيادة حزب التجمع الوطني في مقره في باريس.

كما دعا بارديلا إلى تحركات احتجاجية، وقال “من خلال تعبئتنا الشعبية والسلمية، دعونا نظهر لهم أن إرادة الشعب أقوى”، ونشر رابطاً لعريضة على موقع الحزب الإلكتروني تدين “دكتاتورية القضاة”.

ويُعد بارديلا (29 عاماً) حالياً المرشح الرئيسي البديل للحزب في انتخابات 2027.

وشمل الحكم ثمانية نواب أوروبيين من حزب التجمع الوطني، بينهم نائب رئيس الحزب لويس أليوت، بتهمة اختلاس أموال عامة أيضاً. وندد أليوت بـ”وصمة عار لا تمحى في تاريخ ديمقراطيتنا”.

وحكم على حزب التجمع الوطني بدفع غرامة بمليوني يورو، منها مليون يورو صودرت أثناء التحقيق.

ويعيد الحكم خلط أوراق أقصى اليمين الفرنسي قبل عامين من الانتخابات.

ونظراً للتأخيرات المعتادة في نظام القضاء، قد لا تنعقد جلسة استئناف الحكم قبل مرور عام على الأقل، ما يعني صدور قرار في أفضل الأحوال في خريف العام 2026، أي قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية.

وأكد أحد أعضاء دائرة لوبان المقرّبة أن طريقها إلى الانتخابات معقد.

وكانت لوبان تأمل بأن تجني أخيراً في العام 2027 ثمار عقد أمضته في تلميع صورة الحزب الذي أسسه والدها جان ماري لوبن الذي دين لإدلائه بتصريحات عنصرية وتوفي في السابع من كانون الثاني.

وحقق حزب التجمع الوطني اختراقاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية المبكرة في العام 2024 بحصوله على 89 نائباً، وأصبح قادراً على إسقاط الحكومة.

ولم يعد بإمكان لوبان الترشح في أي انتخابات، لكنها ستواصل ولايتها كعضو في البرلمان.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: